23
دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته

مستقلّة في قبال تلك المذكورة. نعم، سنستعرض الأدلّة التي أقامها المتأخّرون لتوثيق سهل بن زياد أو الطعن فيه؛ بهدف تقييمها ومعرفة ما يمكن الاعتماد عليه منها. وقبل استعراض هذه الأدّلة ننبّه على بعض الملاحظات حول ما ذكرناه من الأقوال:

بعض الملاحظات حول الأقوال المذکورة

إذا ما ألقينا نظرة على الأقوال المشار إليها آنفاً تَلفِت أنظارَنا بعضُ الملاحظات نعرضها فيما يلي:

۱ ـ اختلف تقييم الشيخ لسهل بن زياد في كتابيه الرجال والفهرست؛ فوثّقه في الرجال بشكل مطلق، وضعّفه في الفهرست بشكل مطلق أيضاً.

۲ ـ إنّ الرواة لكتاب «سهل» هم من الوجوه العلمية المرموقة والأجلّاء؛ فطريق النجاشي لكتاب سهل بن زياد هو: «أخبرناه محمّد بن محمّد، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد، عن محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد. و رواه عنه جماعة». وللشيخ الطوسي إليه طريقان، هما: «أخبرنا ابن أبي جيد، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن سهل. و رواه محمّد بن الحسن بن الوليد عن سعد، و الحميري عن أحمد بن أبي عبد اللّٰه، عن سهل بن زياد»۱.

ففي طريق النجاشي عدد من الأجلّاء؛ فمحمّد بن محمّد هو المفيد، وجلالته أبين من الشمس في رابعة النهار، وقد رواه عن جعفر بن محمّد، وهو ابن قولويه القمّي رحمه الله، وهو من الأجلّاء أيضاً ۲، وقد رواه عن محمّد بن يعقوب وهو الكليني رحمه الله، وهو أوثق الناس في الحديث و أثبتهم فيه علی ما صرّح به النجاشي۳، و قد رواه عن عليّ بن محمّد، وهو علّان

1.. فهرست الطوسي: ص۲۲۸ الرقم۳۳۹.

2.. جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسى بن قولويه أبو القاسم... و كان أبو القاسم من ثقات أصحابنا و أجلّائهم في الحديث و الفقه، روى عن أبيه و أخيه، عن سعد، و قال: «ما سمعت من سعد إلّا أربعة أحاديث، و عليه قرأ شيخنا أبو عبد الله الفقه، و منه حمل، و كلّ ما يوصف به الناس من جميل و ثقة و فقه فهو فوقه...» (رجال النجاشي: ص۱۲۳ الترجمة ۳۱۸).

3.. قال النجاشي في حقّه: «شيخ أصحابنا في وقته بالريّ و وجههم، و كان أوثق الناس في الحديث و أثبتهم» (رجال النجاشي: ص۳۷۷ الترجمة ۱۰۲۶).


دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
22

سهل بن زياد، أبو سعيد الآدمي الرازي.۱

وذكره في أصحاب الإمام العسكري علیه السلام قائلاً:

سهل بن زياد الآدمي.۲

وكتب ابن داود:

سهل بن زياد الآدمي أبو سعيد الرازي د دي كر۳ [ست‏]: ضعيف. [غض‏]: ضعیف فاسد الرواية، و كان أحمد بن محمّد بن عيسى أخرجه من قم، و نهى الناس عن السماع عنه. [جش‏]: كان أحمد بن محمّد بن عيسى يشهد عليه بالغلوّ و الكذب، و أخرجه من قم إلى الريّ.۴

وكتب العلّامة الحلّي في حقّه:

سهل ـ بغير ياء ـ بن زياد الآدمي الرازي، يكنّى أبا سعيد، من أصحاب أبي الحسن الثالث علیه السلام، اختلف قول الشيخ الطوسي رحمه الله فيه فقال في موضع: إنّه ثقة، و قال في عدّة مواضع: إنّه ضعيف. و قال النجاشي: إنّه ضعيف في الحديث غير معتمد فيه، و كان أحمد بن محمّد بن عيسى يشهد عليه بالغلوّ و الكذب، و أخرجه من قم إلى الريّ، و كان يسكنها و قد كاتب أبا محمّد العسكري علیه السلام على يد محمّد بن عبد الحميد العطّار المنتصف من شهر ربيع الآخر سنة خمس و خمسين و مئتين، ذكر ذلك أحمد بن عليّ بن نوح و أحمد بن الحسين رحمهما اللّٰه. و قال ابن الغضائري: إنّه كان ضعيفاً جدّاً، فاسد الرواية و المذهب، و كان أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري أخرجه عن قم و أظهر البراءة منه، و نهى الناس عن السماع منه و الرواية عنه، و يروي المراسيل و يعتمد المجاهيل.۵

هذه أقوال المتقدّمين من علماء الرجال (أعلى اللّٰه مقاماتهم)، وأمّا المتأخّرون منهم فقد كتبوا حوله أيضاً، إلّا أنّنا أعرضنا عن نقل أقوالهم؛ لأنّها مستندة للأقوال المشار إليها، وليست

1.. رجال البرقي: ص۵۸.

2.. رجال البرقي: ص۶۰.

3.. د: أي من أصحاب الجواد علیه السلام. دي: أي من أصحاب الهادي علیه السلام. کر: أي من أصحاب العسکري علیه السلام.

4.. رجال ابن داود: ص۴۶۰ الرقم۲۲۲.

5.. الخلاصة: ص۲۲۸ الرقم۲.

  • نام منبع :
    دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
    سایر پدیدآورندگان :
    حيدر المسجدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19492
صفحه از 348
پرینت  ارسال به