211
دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته

وعلى أيّ حال فسواء قلنا بوحدة العنوانين أم بتعدّدهما فإنّ «سهل بن زياد» يروي عن «سعيد بن جناح».

۵۳. السنديّ بن الربيع

ذكره النجاشي كما يلي:

سنديّ بن الربيع البغدادي، روى عن أبي الحسن موسى علیه السلام. له كتاب يرويه صفوان بن يحيى و غيره....۱

وهنا بعض النقاط نشير إليها:

۱ ـ رواية «صفوان بن يحيى» وغيره لكتاب السنديّ مشعرة بجلالة شأنه وقيمة الكتاب العلمية.

۲ ـ الذي يثير الانتباه هو قلّة رواياته في الكتب الأربعة، فجميع ما اُسند عنه فيها هو (۱۹) سنداً، حيث روى أربع روايات في الكافي، وعشر روایات في التهذيب، وروايتين في الاستبصار. وسببه إمّا صغر حجم الكتاب، أو إعراض المحدّثين عن رواياته.

۳ ـ ما رواه عنه سهل بن زياد هو رواية واحدة فقط۲، إلّا أنّ الذي يثير الشكّ تجاهها هو أنّ السنديّ من أصحاب الكاظم علیه السلام، وطبقة «سهل» لا تساعد على الرواية عن أصحاب الكاظم علیه السلام بصورة مباشرة، فهل السنديّ من مشايخ سهل؟

بمراجعة رواياته نرى في الرواة عنه العناوين التالية: محمّد بن الحسن الصفار، حيث روى عنه في (۱۲) موضعاً من التهذيب، وهو متأخّر عن سهل بن زياد. كما نجد العنوان «عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال» قد روى عنه في (۱۲) موضعاً من التهذيب، وهو من طبقة سهل بن زياد، كما نجد في الرواة عنه عنوان «محمّد بن أحمد بن عمران الأشعري» صاحب نوادر الحكمة۳، وقد روى في كتابه عن سهل بن زياد فهو إمّا متأخّر طبقة عن سهل، أو معاصر له، فمن البعيد وقوع الخطأ في جميع هذه الأسانید، فلعلّه روى عن الإمام

1.. رجال النجاشي ۱۸۷: الترجمة ۴۹۶.

2.. الكافي: ج۱ ص۱۰۲ ح۷.

3.. روى عنه في الكافي والتهذيب والاستبصار.


دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
210

ليس بتلك الكثرة.

ب ـ كلاهما أزدي.

ج ـ كلاهما بغدادي.

د ـ روايتهما عن الرضا علیه السلام.

ه‍ ـ ذكره العلّامة وابن داود في موضع واحد، وهو ما يكشف عن فهمهما الاتّحاد. نعم، يحتمل تعدّد نسخ فهرست النجاشي، وأنّ النسخة التي كانت عند العلّامة وابن داود فاقدة لإحدى الترجمتين، كما يظهر من مقارنة عبارتیهما بعبارة النجاشي.

وبذلك نری أنّ المجموعة الأولى من القرائن دالّة على التعدّد، خاصّة وأنّ النجاشي خرّيت هذا الفنّ، ومن البعيد غفلته خلال هذا الفاصل القليل بين الترجمتين، بينما تدلّ المجموعة الثانية من القرائن على وحدة الرجل.

نعم، هناك نقطة ينبغي تسليط الأضواء عليها ودراستها وهي: هل أنّ نسخ كتاب النجاشي متّحدة أم مختلفة في هذا المجال، وهل أنّ النسخة المعتبرة متضمّنة لكلتا الترجمتين أم إحداهما، وما هي قيمة النسخ علميّاً، إلّا أنّني أتركه لأهل الخبرة في هذا المجال، فالمقام لا يسع ذلك.

والذي ننتهي إليه من مجموع ما تقدّم هو صعوبة الجزم بالوحدة أو التعدّد، فإنّ لكلّ من الاحتمالين وجهاً، وإن كان الظنّ القويّ في جانب التعدّد، فقول المامقاني۱: «من لاحظ العبارتين علم باتّحاد العنوانين» غريب، حيث إنّ ملاحظة العبارتين مع وجود نقاط الفرق المشار إليها آنفاً لا ينتهي بنا للعلم بالاتّحاد، بل قد ينتهي للعلم أو الظنّ بالتعدّد.

بقي علينا الإجابة عن سؤال آخر، هو: على فرض التعدّد، فهل الذي يروي عنه سهل بن زياد هو الأوّل ـ والذي سكت النجاشي عن توثيقه ـ أم الثاني والذي صرّح النجاشي بتوثيقه؟

الذي يبدو من ملاحظة الروايات الواردة هو أنّ سهلاً يروي عن كلا الرجلين؛ فيروي عن الأوّل بقرينة وجود عدد من الروايات في أبواب الأطعمة والأشربة، وهي غير منسجمة مع عنوان الكتابين المذكورين في ترجمة الثاني، فلابدّ أن يراد به الأوّل. كما أنّه يروي عن الثاني بقرينة وجود عدد من الروايات في أبواب تناسب عنوان الكتابين المذكورين في ترجمة الثاني.

  • نام منبع :
    دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
    سایر پدیدآورندگان :
    حيدر المسجدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19668
صفحه از 348
پرینت  ارسال به