ثالثاً. تخريج الروايات:
بما أنّه قد يقع التصحيف في بعض العناوين، أو في بعض الألفاظ الواردة في السند، فمن الضروري الاطمئنان من سلامة هذه الأسانید، وهذا ما يظهر من خلال تخريج الروايات المذكورة في كتب الحديث، وملاحظتها في الطبعات الاُخرى لهذه الكتب، فنقول:
أمّا الرواية الاُولى والمروية عن الكافي فقد رواها ابن أبي زينب النعماني في غيبته نقلاً عن الكليني، وسندها كالتالي: «الكليني، عن عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن سعيد...».۱ وكذا في بحار الأنوار نقلاً عن الغيبة للنعماني۲. فالوارد فيها هو «الحسن بن سعيد» بدل «الحسين بن سعيد».
وأمّا الرواية الثانية فبتخريجها يتّضح لنا روايتها في التهذيب والكافي:
فوردت في التهذيب كالتالي: «أَحْمَدُ بْنُ محمّد وَ سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ جَمِيعاً وَ الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام...»۳، وعنه في وسائل الشيعة۴.
وأمّا سندها في الكافي فهو كالتالي: «محمّد بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ محمّد بْنِ عِيسَى وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام...»۵، وليس فيهما رواية سهل عن الحسين بن سعيد. والظاهر أنّ الشيخ نقلها عن الكافي، کما استظهره في ملاذ الأخيار؛ قال:
وکأنّ المصنّف أخذه من الكافي ومن الحسين بن سعید، فجمع بین الأسانيد مع اسقاط بعضها.۶
وأمّا الرواية الثالثة والتي رواها الصدوق في الخصال بسنده عن «محمّد بن أحمد، عن سهل بن زياد عن الحسين بن سعيد» فالمراد من «محمّد بن أحمد» هو «محمّد بن أحمد
1.. الغيبة للنعماني: ص۳۳۰ ح۶.
2.. بحار الأنوار: ج۵۲ ص۱۴۲ ح۵۷.
3.. تهذيب الأحكام: ج۹ ص۱۳۰ ح۴.
4.. وسائل الشيعة: ج۱۹ ص۱۸۷ ح۲۴۴۰۹.
5.. الكافي: ج۷ ص۳۶ ح۳۰.
6..ملاذ الأخیار: ج ۱۴ ص ۳۹۸.