195
دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته

بن يحيى الأشعري القمي» صاحب نوادر الحكمة۱.

وفي هذه الرواية شذوذ وضعف من جهات عديدة۲؛ فهي شاذة مصدراً وطريقاً وسنداً ومتناً؛ فلم ترد إلّا في نوادر الحكمة (وهو من المصادر الأوّلية)، ثمّ لم تنقل إلّا في كتاب الخصال (وهو من المصادر الوسطى)، فالرواية شاذّة في المصادر الأوّلية والوسطى معاً. كما أنّ سندها شاذّ من ناحيتين: من جهة رواية «سهل بن زياد» عن «الحسين بن سعيد»، ومن جهة رواية «محمّد بن أحمد» عن «ابن أبي عمير»، مضافاً إلى أنّه من جملة مستثنيات ابن الوليد.

إلى جانب ذلك كلّه فإنّ متنها شاذّ أيضاً حيث لم ترد في شيء من المصادر بهذا اللفظ. فهكذا رواية لا يمكننا الاعتماد عليها والوثوق بها بتاتاً، ولهذا لا يمكننا إثبات رواية سهل بن زياد عن الحسين بن سعيد اعتماداً على مثل هذه الرواية.

وبهذا البيان اتّضح حال الروايتين الثانية والثالثة، فلم يبق إلّا رواية الكافي، وقد اتّضح أنّ طبقة سهل بن زياد وإن كانت لا تأبى الرواية عن الحسين بن سعيد، إلّا أنّ الجزم بروايته عنه خارجاً بحاجةٍ إلى قرائن أكثر، والمقدار المتوفّر منها لا يفي بإثبات روايته عنه.

۴۴. الحسين بن يزيد

ذكره النجاشي قائلاً:

1.. قال النجاشي في وصفه: «كان ثقة في الحديث، إلاّ أنّ أصحابنا قالوا: كان يروي عن الضعفاء و يعتمد المراسيل و لا يبالي عمّن أخذ، و ما عليه في نفسه مطعن في شيء، و كان محمّد بن الحسن بن الوليد يستثني من رواية محمّد بن أحمد بن يحيى ما رواه عن محمّد بن موسى الهمداني... أو يقول: في حديث أو كتاب و لم أروه، أو عن سهل بن زياد الآدمي، أو عن محمّد بن عيسى بن عبيد بإسناد منقطع...» رجال النجاشي: ص۳۴۹.

2.. أوّلاً: هي من منفردات الصدوق، حيث لم ترد في مصدر آخر، وهي مع ذلك من منفردات محمّد بن أحمد بن يحيى صاحب نوادر الحكمة؛ ففيها انفرادان.
ثانياً: هي من روايات محمّد بن أحمد عن سهل، وهي من جملة مستثنيات ابن الوليد، فهذه الرواية ـ مضافاً لشذوذها مصدراً ـ هي من المستثنيات، وهذا ما يزيدها ضعفاً ووهناً.
ثالثاً: هي ممّا رواه محمّد بن أحمد عن «ابن أبي عمير»، أو فقل: المصدر الأصلي لهذه الرواية هو كتاب «ابن أبي عمير»، مع أنّنا لا نجدها في شيء من المصادر عن ابن أبي عمير، مع شهرة كتب «ابن أبي عمير»، وهذا شاهد آخر لشذوذها.
رابعاً: لا نجد في شيء من الروايات رواية «محمّد بن أحمد» عن «ابن أبي عمير» ـ بواسطة أم بغيرها ـ سوى هذه الرواية، وهذا ما يكشف عن عدم روايته من كتب ابن أبي عمير، وهذا شذوذ آخر للرواية.


دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
194

ثالثاً. تخريج الروايات:

بما أنّه قد يقع التصحيف في بعض العناوين، أو في بعض الألفاظ الواردة في السند، فمن الضروري الاطمئنان من سلامة هذه الأسانید، وهذا ما يظهر من خلال تخريج الروايات المذكورة في كتب الحديث، وملاحظتها في الطبعات الاُخرى لهذه الكتب، فنقول:

أمّا الرواية الاُولى والمروية عن الكافي فقد رواها ابن أبي زينب النعماني في غيبته نقلاً عن الكليني، وسندها كالتالي: «الكليني، عن عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن سعيد...».۱ وكذا في بحار الأنوار نقلاً عن الغيبة للنعماني۲. فالوارد فيها هو «الحسن بن سعيد» بدل «الحسين بن سعيد».

وأمّا الرواية الثانية فبتخريجها يتّضح لنا روايتها في التهذيب والكافي:

فوردت في التهذيب كالتالي: «أَحْمَدُ بْنُ محمّد وَ سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ جَمِيعاً وَ الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام...»۳، وعنه في وسائل الشيعة۴.

وأمّا سندها في الكافي فهو كالتالي: «محمّد بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ محمّد بْنِ عِيسَى وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ علیه السلام...»۵، وليس فيهما رواية سهل عن الحسين بن سعيد. والظاهر أنّ الشيخ نقلها عن الكافي، کما استظهره في ملاذ الأخيار؛ قال:

وکأنّ المصنّف ‌أخذه من الكافي ومن الحسين بن سعید، فجمع بین الأسانيد مع اسقاط بعضها.۶

وأمّا الرواية الثالثة والتي رواها الصدوق في الخصال بسنده عن «محمّد بن أحمد، عن سهل بن زياد عن الحسين بن سعيد» فالمراد من «محمّد بن أحمد» هو «محمّد بن أحمد

1.. الغيبة للنعماني: ص۳۳۰ ح۶.

2.. بحار الأنوار: ج۵۲ ص۱۴۲ ح۵۷.

3.. تهذيب الأحكام: ج۹ ص۱۳۰ ح۴.

4.. وسائل الشيعة: ج۱۹ ص۱۸۷ ح۲۴۴۰۹.

5.. الكافي: ج۷ ص۳۶ ح۳۰.

6..ملاذ الأخیار: ج ۱۴ ص ۳۹۸.

  • نام منبع :
    دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
    سایر پدیدآورندگان :
    حيدر المسجدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19452
صفحه از 348
پرینت  ارسال به