189
دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته

۳ ـ الملفت للنظر أنّنا لا نجد في الأسانید المذكورة رواية واحدة عن «عدّة من أصحابنا»، وهذا ما يكشف لنا عن عدم رواية العدّة عن الخشّاب، أو أنّ الشيخ الكليني لم يعتمد طريق العدّة للرواية من كتاب الخشّاب.

۴ ـ بتخريج عدد من الروايات المذكورة يتّضح لنا أنّها مروية في مصادر اُخرى عن غيره من الرواة أيضاً۱. وبه يتّضح سرّ اعتماد الكليني على هذه الروايات وهذه الطرق.

۵ ـ لعلّ أحد أسباب إعراض المحدّثين عن أغلب روايات الخشّاب هو عدم انسجامها مع الوارد من طرق الإمامية وموافقتها لمذهب الواقفة، كما يظهر من كثرة رواية حميد بن زياد عنه.

1.. على سبيل المثال اُنظر النماذج التالية:
ما رواه سهل عن الخشّاب رواه بسند آخر في الكافي أيضاً وفي نفس الباب عن الحسن بن محبوب كالتالي: «وَ بِهَذَا الإِسْنَادِ، عَنْ سَهْلٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ محمّد بْنِ مَارِد» الكافي: ج۱ ص۱۲۸ ح۷.
ما رواه «حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْخَشَّابِ، عَنِ ابْنِ بَقَّاحٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و اله: يَا عَلِيُّ إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ، وَ لا تُبَغِّضْ إِلَى نَفْسِكَ عِبَادَةَ رَبِّكَ، فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ ـ يَعْنِي الْمُفْرِطَ ـ لا ظَهْراً أَبْقَى وَ لا أَرْضاً قَطَعَ فَاعْمَلْ، عَمَلَ مَنْ يَرْجُو أَنْ يَمُوتَ هَرِماً، وَ احْذَرْ حَذَرَ مَنْ يَتَخَوَّفُ أَنْ يَمُوتَ غَداً» (الكافي: ج۲ ص۸۷ ح۶). روي أيضاً عن الامام الباقر علیه السلام عن رسول الله صلی الله علیه و اله الكافي: ج۲ ص۸۶ ح۱.
ما رواه حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْخَشَّابِ، عَنِ ابْنِ بَقَّاحٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: «كَانَ الْمَسِيحُ علیه السلام يَقُولُ لا تُكْثِرُوا الْكَلامَ فِي غَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ، فَإِنَّ الَّذِينَ يُكْثِرُونَ الْكَلامَ فِي غَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ قَاسِيَةٌ قُلُوبُهُمْ وَ لَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ» (الكافي: ج۲ ص۱۱۴ ح۱۱). رواه المفيد في أماليه عن أَحْمَد بن الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ، عَنِ ابْنِ مَهْزِيَارَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ (الأمالي للمفيد: ص۲۰۸ ح۴۳، بحار الأنوار: ج۱۴ ص۳۲۴ ح۳۷).
ما رواه حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْخَشَّابِ، عَنِ ابْنِ بَقَّاحٍ، عَنْ مُعَاذٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ، رَفَعَهُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و اله مَنْ قَرَأَ أَرْبَعَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الْبَقَرَةِ وَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ وَ آيَتَيْنِ بَعْدَهَا وَ ثَلاثَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِهَا، لَمْ يَرَ فِي نَفْسِهِ وَ مَالِهِ شَيْئاً يَكْرَهُهُ وَ لا يَقْرَبُهُ شَيْطَانٌ وَ لا يَنْسَى الْقُرْآنَ» (الكافي: ج۲ ص۶۲۱ ح۵). رواه الصدوق في ثواب الأعمال بالسند التالي: «مَاجِيلَوَيْهِ، عَنْ محمّد الْعَطَّارِ، عَنِ الأَشْعَرِيِّ، عَنِ اللُّؤلُؤيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُعَاذٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ رَفَعَهُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و اله...» (بحار الأنوار: ج۸۹ ص۲۶۵ ح۹).
ما رواه «حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْخَشَّابِ عَنِ ابْنِ بَقَّاحٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: «مَا مِنْ رَجُلٍ أَدَّى الزَّكَاةَ فَنَقَصَتْ مِنْ مَالِهِ وَ لا مَنَعَهَا أَحَدٌ فَزَادَتْ فِي مَالِهِ» (الكافي: ج۳ ص۵۰۴ ح۶). رواه الصدوق بسنده عن عمرو بن جميع (من لا يحضره الفقيه: ج۲ ص۱۱ ح۱۵۹۰). كما روى الشيخ الكليني ما يؤيده بسنده عن «عَلِيِّ بنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ، عَنِ السَّكُونِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و اله» الكافي: ج۳ ص۵۰۶ ح۲۰.


دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
188

بن محمّد»، و (۱۲) سنداً منها عن طريق اُستاذه «محمّد بن الحسن الطائي»، وجميع هؤلاء رازيّون. كما روى (۳) أسانيد منها عن طريق اُستاذه «عليّ بن إبراهيم» وهو طريق قمّي. وبهذا يتبيّن أنّ الشيخ الكليني اعتمد في الغالب على طرق رازية فیما رواه عن سهل بن زياد.

۶ ـ إذا ألقينا نظرة اُخرى على روايات سهل عن ابن محبوب وجدنا أنّ (۱۴۴) سنداً منها مروية «عن سهل، عن ابن محبوب، عن عليّ بن رئاب»، والظاهر أنّ أصلها من كتاب ابن رئاب، ورواها الحسن بن محبوب عن كتاب ابن رئاب. ويشهد لذلك أنّ الحسن بن محبوب هو الراوي لكتب ابن رئاب على ما صرّح به النجاشي۱.

وبهذا يتّضح أنّ روايات سهل بن زياد عن الحسن بن محبوب هي طريق لكتبه أو كتب ابن رئاب.

۴۰. الحسن بن موسى الخشّاب

قال النجاشي في حقّه: «الحسن بن موسى الخشّاب، من وجوه أصحابنا، مشهور، كثير العلم و الحديث، له مصنّفات منها...»۲.

وهنا بعض النقاط الملفتة للنظر:

۱ ـ من الغريب جدّاً أنّه على الرغم من تصريح النجاشي بكثرة رواياته وتعدّد مصنّفاته وأنّه غزير العلم ومن وجوه الأصحاب، لا نجد له في الكافي سوى (۳۶) رواية، وفي من لا يحضره الفقيه روايتين فقط، وفي التهذيب (۶۳) رواية، وفي الاستبصار (۳۲) رواية.

۲ ـ الطرق التي اعتمدها الكليني في الرواية من كتاب الحسن بن موسى الخشّاب عديدة، فأغلب ما رواه عنه هو من طريق «حميد بن زياد الكوفي»، حيث روى عنه (۱۴) سنداً، ثمّ طريق «محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري»، حيث روى عنه (۷) أسانيد، وروى من طريق «سهل بن زياد» رواية واحدة بسندين۳، وأمّا بقية رواياته عنه فقد رواها من طرق اُخرى. علماً أنّ أغلب الطرق التي اعتمدها الكليني في الرواية من كتاب الخشّاب هي طرق قمّية.

1.. اُنظر: فهرست النجاشي: ص۲۵۰ الترجمة ۶۵۷.

2.. رجال النجاشي: ص۴۲ الترجمة ۸۵.

3.. الكافي: ج۱ ص۱۲۷ ح۶.

  • نام منبع :
    دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
    سایر پدیدآورندگان :
    حيدر المسجدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19447
صفحه از 348
پرینت  ارسال به