۳ ـ إذا ألقينا نظرة على روايات الحسن بن عليّ بن فضّال في الكافي وجدنا أنّ الكليني يرويها من طرق عديدة، فأكثر ما يرويه عنه هو من طريق «أحمد بن محمّد بن عيسى»، حيث تبلغ الأسانید المروية عن هذا الطريق (۴۳۹) سنداً، كما جاء (۶۹) سنداً منها من طريق «أحمد بن محمّد بن خالد البرقي». نعم، يوجد (۳۵) سنداً مردّداً بين أحمد البرقي وأحمد الأشعري. كما جاء (۶۲) سنداً منها من طريق «محمّد بن عبد الجبّار القمّي»، و (۵۴) سنداً من طريق «إبراهيم بن هاشم»، و (۴۷) سنداً من طريق «سهل بن زياد»، وجميع هذه الطرق قميّة. وجاءت الأسانید الاُخرى والبالغة حوالي (۶۰) سنداً من طرق اُخرى.
وبإلقاء نظرة على طرق الكليني إلى هذه النسخ يتّضح أنّه روى عن «أحمد بن محمّد بن عيسى» من ثلاث طرق؛ فأغلب ما رواه عنه هو عن طريق اُستاذه «محمّد بن يحيى العطّار»، حيث روى عنه في (۳۸۴) سنداً. وأمّا ما رواه من نسخة سهل بن زياد، فإنّ طريقه إلى جميع رواياته ـ إلّا رواية واحدة۱ ـ هو «عدّة من أصحابنا»، وبه يتّضح سبب اعتماد الكليني على هذا الطريق.
۴ ـ النقطة الاُخرى في هذا المجال هي أنّ «سهل بن زياد» يروي عن «ابن فضّال» بصورة مباشرة، لكنّنا نجد أربع روايات رواها عنه بواسطة من يلي ذكره، فلابدّ من تنقيح هذه الأسانید ودراستها ليعلم حالها من جهة، ويعلم أيضاً حال هؤلاء وهل أنّهم من مشايخ سهل أم لا، وهؤلاء هم:
۱ ـ بكر بن صالح۲، وقد تقدّم الكلام فيه في محلّه.
۲ ـ عمرو بن سعيد المدائني۳، وسيأتي الكلام فيه في محلّه.
۳ ـ معاوية بن حكيم۴، وسيأتي الكلام فيه في محلّه.
وأما حال هذه الأسانید فنوکله إلی محلّه.