التراث انتقل من الكوفة إلى قم، وبالتالي نال درجة القبول وفق مباني مدرسة قم الحديثية، ولهذا نقله هؤلاء المحدّثون.
وإذا لاحظنا الطبقة التالية في هذه الأسانید والتي تروي عن هؤلاء القميّين وجدنا أنّ جميع ما رواه الشيخ الكليني عن الحجّال فقد رواه عن «محمّد بن يحيى العطّار» وهو طريق قمّي، أو عن «عدّة من أصحابنا»، وهو طريق رازي.
وأمّا ما رواه الشيخ الطوسي عن الحجّال فقد روى بعضه عن الكليني، وروى بعضه من كتاب «أحمد بن محمّد بن عيسى» مباشرة، وهو طريق قمّي أيضاً، وروى واحدة منها عن اُستاذه الشيخ المفيد۱، وهو طريق بغدادي، وهذا يعني أنها انتقلت من الكوفة إلى قم، ثم انتقلت من قم إلى بغداد. كما أنّ ما رواه عن «أحمد بن محمّد بن عيسى» فهو وإن كان قميّاً إلّا أنّ الشيخ الطوسي لم يكن في قم، بل كان في بغداد، ممّا يكشف عن أنّ كتاب أحمد الأشعري انتقل من قم إلى بغداد وتلقّاه الشيخ بالقبول.
وعلى أيّ حال فإنّ «سهل بن زياد» في أسانيد هذه الروايات طريق لروايات الحجّال.
۳۰. الحسن بن الحسين
ذكره النجاشي قائلاً:
الحسن بن الحسين اللؤلؤي، كوفي ثقة، كثير الرواية. له كتاب مجموع نوادر.۲
وهنا بعض الملاحظات ننبّه عليها:
۱ ـ على الرغم من تصريح النجاشي بوثاقته وكثرة رواياته لا نجد له في الكتب الأربعة سوى (۶۷) سنداً لخمسين رواية، علماً أنّ بعضها مكرّر، فجاء (۱۷) سنداً لاثنتي عشرة رواية في الكافي، و (۳۶) سنداً لثلاثين رواية في التهذيب، و (۱۴) سنداً لاثنتي عشرة رواية في الاستبصار، ولا نجد له رواية في من لا يحضره الفقيه. وإذا حذفنا المكرّر منها تضاءل هذا العدد بلا ريب.