169
دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته

۲ ـ من خلال النقطة السابقة يتّضح أنّ المحمّدين الثلاثة أعرضوا عن كثير من رواياته، فلم يوردوا منها إلّا هذا العدد المحدود، بل إنّ الشيخ الصدوق قد أعرض عن رواياته بالمرّة في من لا يحضره الفقیه، فلم يورد منها شيئاً على الرغم من تصريح النجاشي بوثاقته، وروى عنه في كتبه الاُخرى، وهو ملفت للنظر، وكاشف عن رأيه فيها، وأنّ المعيار في الحجّية عنده ليس هو مجرّد وثاقة الراوي.

۳ ـ إذا ألقينا نظرة على رواياته في الكافي وجدنا أنّ الشيخ الكليني يرويها عنه من نسخ و طرق عديدة، وأغلب ما رواه عنه هو من طريق «محمّد بن عبد الجبّار القمّي» حيث روى عنه في ستّة مواضع، وروی من طريق «أحمد بن محمّد بن خالد البرقي»، أربع روایات، و من طريق «محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري» ثلاث روایات، وروايتان من طريق «إبراهيم بن هاشم القمّي»، ورواية واحدة من طريق «سهل بن زياد»۱. وجميع هذه الطرق قمّية، مع أنّ الكتاب كوفي.

۴ ـ إذا ألقينا نظرة على الرواة عن الحسن اللؤلؤي وجدنا أنّ رواية واحدة فقط من روايات الكتب الأربعة وردت عن طريق «سهل بن زياد»، ولهذا فقد يثار الشكّ في روايته عنه، لكن بمراجعة رواياته فى الكتب الاُخرى نجد روایة سهل عنه العدید من الروایات۲، فروايته عنه لا ريب فيها.

۳۱. الحسن بن ظريف

ذكره النجاشي قائلاً:

الحسن بن ظريف بن ناصح، كوفي، يكنّى أبا محمّد، ثقة، سكن ببغداد و أبوه قبل. له نوادر، و الرواة عنه كثيرون....۳

1.. الكافي: ج۴ ص۲۶۶ ح۹.

2.. انظر: وسائل الشیعة: ج۱، ص۳۳۶، ح ۸۸۶، وج۳، ص۲۵۲، ح۳۵۵۳، و ج۱۱، ص۱۶، ح ۱۴۱۲۹، وج۱۶، ص۲۱۵، ح۲۱۳۹۴، وج۲۴، ص۳۳۸، ح۳۰۷۱۵.

3.. رجال النجاشي: ص۶۱ الترجمة ۱۴۰.


دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
168

التراث انتقل من الكوفة إلى قم، وبالتالي نال درجة القبول وفق مباني مدرسة قم الحديثية، ولهذا نقله هؤلاء المحدّثون.

وإذا لاحظنا الطبقة التالية في هذه الأسانید والتي تروي عن هؤلاء القميّين وجدنا أنّ جميع ما رواه الشيخ الكليني عن الحجّال فقد رواه عن «محمّد بن يحيى العطّار» وهو طريق قمّي، أو عن «عدّة من أصحابنا»، وهو طريق رازي.

وأمّا ما رواه الشيخ الطوسي عن الحجّال فقد روى بعضه عن الكليني، وروى بعضه من كتاب «أحمد بن محمّد بن عيسى» مباشرة، وهو طريق قمّي أيضاً، وروى واحدة منها عن اُستاذه الشيخ المفيد۱، وهو طريق بغدادي، وهذا يعني أنها انتقلت من الكوفة إلى قم، ثم انتقلت من قم إلى بغداد. كما أنّ ما رواه عن «أحمد بن محمّد بن عيسى» فهو وإن كان قميّاً إلّا أنّ الشيخ الطوسي لم يكن في قم، بل كان في بغداد، ممّا يكشف عن أنّ كتاب أحمد الأشعري انتقل من قم إلى بغداد وتلقّاه الشيخ بالقبول.

وعلى أيّ حال فإنّ «سهل بن زياد» في أسانيد هذه الروايات طريق لروايات الحجّال.

۳۰. الحسن بن الحسين

ذكره النجاشي قائلاً:

الحسن بن الحسين اللؤلؤي، كوفي ثقة، كثير الرواية. له كتاب مجموع نوادر.۲

وهنا بعض الملاحظات ننبّه عليها:

۱ ـ على الرغم من تصريح النجاشي بوثاقته وكثرة رواياته لا نجد له في الكتب الأربعة سوى (۶۷) سنداً لخمسين رواية، علماً أنّ بعضها مكرّر، فجاء (۱۷) سنداً لاثنتي عشرة رواية في الكافي، و (۳۶) سنداً لثلاثين رواية في التهذيب، و (۱۴) سنداً لاثنتي عشرة رواية في الاستبصار، ولا نجد له رواية في من لا يحضره الفقيه. وإذا حذفنا المكرّر منها تضاءل هذا العدد بلا ريب.

1.. التهذيب: ج۱ ص۶۴ ح۱۸۲، الاستبصار: ج۱ ص۱۴۱ ح۴۸۴.

2.. رجال النجاشي: ص۴۰ الترجمة ۸۳.

  • نام منبع :
    دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
    سایر پدیدآورندگان :
    حيدر المسجدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19627
صفحه از 348
پرینت  ارسال به