إذا لاحظنا ما ذكره النجاشي في تاريخ وفاة جعفر بن بشير وأنّه توفّي سنة (۲۰۸) فإنّ من البعيد رواية مثل «سهل بن زياد» عنه بصورة مباشرة؛ فالفاصل الزمني بينهما حدود ستّين سنة، وهذه الفاصلة طبقتان عادة؛ إذ لم يكن سهل من المعمّرين. مع أنّها رواية واحدة، فاحتمال السقط في سندها وارد جدّاً. وفي قبال ذلك نجد الاُمور التالية:
۱. روى كلّ من الشيخ الطوسي۱ والشيخ الحرّ۲ هذه الرواية بهذا السند نقلاً عن الكافي، ممّا يكشف عن اتّحاد نسختيهما مع نسخة الكافي المطبوع من هذه الجهة.
۲. ذكر السيّد الخوئي في ترجمة «جعفر بن بشير» أسماء من روى عنهم ورووا عنه، فذكر في الرواة عنه «سهل بن زياد»۳. وهذا يعني أنّ السيد الخوئي; يرى أنّ جعفر بن بشير من مشايخ سهل بن زياد.
۳. ذكر السيّد البروجردي هذا السند دون التعليق عليه بشيء۴، ممّا يشعر بعدم الخلل فيه من وجهة نظره;.
۴. جاء في برنامج «دراية النور» (حقل الأسناد / الراوي) وضمن عنوان «جعفر بن بشير» أنّ «سهل بن زياد» من الرواة عنه، دون التهمیش علیه بشيء.
۵. وأخيراً فإنّ الوارد في الطبعة المحقّقة في دار الحديث لكتاب الكافي هو كالموجود في الطبعة المعروفة۵.
فهذه الاُمور تشهد بصحّة السند المذكور وأنّ «سهلاً» ممّن يروي عن جعفر بن بشير مباشرة، خاصّة وأنّ أحداً من المشار إليهم لم يستبعد روايته عنه، فضلاً عن نفيها، ومن البعيد غفلتهم جميعاً عن ذلك. ولهذا يقوى في الظنّ صحّة ما ذكر، وإن كان للتأمّل في روايته عنه مجال.
1.. تهذيب الأحكام: ج۶ ص۱۶۴ ح۳۰۱.
2.. وسائل الشيعة: ج۱۱ ص۴۶۵ ح۱۵۲۶۸.
3.. معجم رجال الحديث: ج۴ ص۵۷ الترجمة ۲۱۳۳.
4.. اُنظر: ترتيب أسانيد الكافي: ص۴۷۳.
5.. اُنظر: ج۱۳ ص۲۳۹ ح۱۲۹۴۹.