161
دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته

وردنا الكوفة نصلّي فيه مع المساجد التي يرغب في الصلاة فيها، و مات جعفر; بالأبواء سنة ثمان و مئتين. كان أبو العبّاس بن نوح يقول: كان يلقّب: «فقحة العلم»، روى عن الثقات و رووا عنه. له كتاب المشيخة، مثل: كتاب الحسن بن محبوب إلّا أنّه أصغر منه، و كتاب الصلاة، و كتاب المكاسب، و كتاب الصيد، و كتاب الذبائح....۱.

ولنلفت الانتباه إلى بعض النقاط:

۱ ـ روى عنه المشايخ الثلاثة في الكتب الأربعة في أكثر من مئتي موضع، وهو عدد كبير بلا ريب، فروى عنه الكليني ضمن (۷۴)، سنداً، وروى عنه الصدوق ضمن (۱۰) أسانيد، وروى الشيخ الطوسي عنه ضمن (۹۰)‌ سنداً في التهذيب، و(۵۲) سنداً في الاستبصار.

۲. روى الكليني من طرق عديدة عن كتاب جعفر بن بشير، فأكثر ما رواه عنه هو من نسخة «صالح بن السندي»، حيث جاء (۶۲) سنداً من هذه النسخة، وطريق الكليني إلى هذه النسخة هو «عليّ بن إبراهيم». فالكتاب كوفي وطريقه قمّي. وروى في (۶) مواضع من طريق «محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب»، وطريق الكليني إلى (۵) منها اُستاذه «محمّد بن يحيى»، وإلى واحدة منها «عدّة من أصحابنا». وروى روايتين منها عن «سهل بن زياد»، روى إحداهما بواسطة «محمّد بن الحسين»۲، والاُخرى مباشرة ومن دون واسطة بينهما۳. ومن هنا يثار السؤال التالي: هل يمكن رواية «سهل» عن جعفر بن بشير مباشرة ؟

الجواب: بمراجعة عبارة النجاشي في ترجمة «جعفر بن بشير» يتّضح أنّ «محمّد بن الحسين» من الرواة لكتب جعفر، ويشهد له مراجعة أسانيد الروايات المروية عن جعفر حيث بلغ المروي عن طريق «محمّد بن الحسين» عنه أكثر من مئة سند، وعلى هذا فما رواه سهل عن محمّد بن الحسين عن جعفر بن بشير، منسجم مع ما ذكر، إنّما الكلام في الرواية عنه مباشرة، فنقول:

1.. رجال النجاشي: ص۱۱۹ الترجمة ۳۰۴

2.. الكافي: ج۶ ص۵۳۶ ح۵، تهذيب الأحكام: ج۶ ص۱۶۴ ح۲.

3.. الكافي: ج۶ ص۵۲۹ ح۶.


دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
160

«أحمد بن محمّد بن عيسى» (۱۶) سنداً، ومن النسخة التي رواها «أحمد بن محمّد بن خالد البرقي» (۱۲) سنداً. نعم، توجد (۳) أسانيد مشتركة بين أحمد البرقي وأحمد الأشعري. كما روى من طريق «إبراهيم بن هاشم» (۶) أسانيد. وجميع هذه الطرق قمّية. وروى بقية الروايات من طرق اُخرى.

۴ ـ جميع ما رواه الكليني «عن سهل عن بكر بن صالح» فقد رواه عنه عن طريق «عدّة من أصحابنا»، سوى رواية واحدة رواها عن اُستاذيه «عليّ بن محمّد المعروف بعلّان الكليني» و «محمّد بن الحسن»۱، وهذا يعني أنّ طريقه لهذه النسخة رازي.

۵ ـ بإلقاء نظرة على المقدار المروي من هذه النسخ يتّضح مدى اعتماد الكليني عليها؛ فأكثر نسخة اعتمدها هي نسخة سهل بن زياد، ثمّ نسخة أحمد الأشعري، ثمّ نسخة أحمد البرقي، ثمّ البواقي. ومن الواضح أنّ «أحمد الأشعري» أجلّ قدراً من «سهل بن زياد»، إلّا أنّ الكليني روى من نسخة سهل بن زياد أكثر ممّا رواه من نسخة الأشعري؛ وذلك للقرائن التي اكتنفت روايات هذه النسخة؛ نظير اعتماد «عدّة من أصحابنا» عليها، فلو كانت نظرة الكليني رجالية لكان عليه القيام بعكس ذلك.

۶ ـ إذا ألقينا نظرة على روايات «بكر بن صالح» في الكافي وجدنا أنّها موزّعة على أجزائه المختلفة؛ فروى في اُصول الكافي (۲۲) رواية، وثمان روايات في الروضة، والباقي في الفروع، غالبها في الجزء السادس، ممّا يكشف عن مضمون كتابه، أو المقدار الذي تمّ الاعتماد عليه منه.

الجامورانيّ: اُنظر: أبو عبد اللّٰه الجامورانيّ.

۲۵. جعفر بن بشير

قال النجاشي:

جعفر بن بشير أبو محمّد البجلي الوشّاء، من زهّاد أصحابنا و عبّادهم و نسّاكهم، و كان ثقة، و له مسجد بالكوفة باقٍ في بجيلة إلى اليوم، و أنا و كثير من أصحابنا إذا

1.. المصدر السابق: ج۱ ص۴۵۰ ح۳۵.

  • نام منبع :
    دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
    سایر پدیدآورندگان :
    حيدر المسجدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19441
صفحه از 348
پرینت  ارسال به