مقدمّة المؤلف
الحمد للّٰه رب العالمين والصلاة والسلام علی أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم علی أعدائهم أجمعين.
عَن عَلِيّ بن إِبرَاهِيمَ، عَن أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيرٍ، عَن مَنصُورِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: قُلتُ لِأَبِي عَبدِ اللّهِ علیه السلام: قَولَ اللّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: (الَّذِينَ يَستَمِعُونَ الْقَولَ فَيَتَّبِعُونَ أَحسَنَهُ)۱ ؟ قَالَ: هُوَ الرَّجُلُ يَسمَعُ الْحَدِيثَ فَيُحَدِّثُ بِهِ كَمَا سَمِعَهُ لَا يَزِيدُ فِيهِ وَ لَا يَنقُصُ مِنهُ.۲
إن للحديث منزلة سامية تفوق الكلام البشري، وتتلو الكلام الربّاني؛ فالقرآن الكريم لا يدانيه شيء من كلام البشر، وكلام النبيّ وأهل بيته تحت كلام الباري وفوق كلام غيرهم من أبناء البشر. ولهذا فقد أولی أهلُ البيت علیهم السلام أهمّية بالغة بالقرآن والحديث، حتّی إنّ النبيّ الأعظم صلی الله علیه و اله جعل القرآن المقرون مع أهل البيت علیهم السلام، الهادي للأُمّة والعاصم لها عن الضلال كما هو صريح حديث الثقلين.
أما القرآن فهو متواتر لا ريب فيه، فلا حاجة بنا لدراسة صدوره ونصّه. ویبقی الحديث الذي لیس بمتواتر هو بحاجة لدراسته صدوراً؛ ليحصل الاطمئنان والوثوق بكونه حديثاً، وبالتالي يمكننا الركون إليه في المجالات المختلفة. وهذا ما تولّاه علماء المسلمين علی مدی القرون السالفة.
والعلوم التي تتولّی دراسة هذا الجانب عديدة، أهمّها: علم الرجال والفهارس، ونقد