155
دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته

النقطة الملفتة للنظر في هاتين الروايتين هي ورودهما في أبواب الأطعمة من الكافي؛ حيث وردت إحداهما في «باب البقول»، والاُخرى في «باب الحلواء»، ولعلّه لذلك اعتمد الكليني عليهما تبعاً للعدّة من مشايخه، مع إهمال الراوي لهما في كتب الرجال.

نعم، هناك اختلاف في السندين من ناحيتين۱، ممّا يكشف عن وجود الخلل في أحدهما أو كلاهما، وتحقيق الحال فيهما في محلّ آخر.

۱۹. أحمد بن يوسف بن عقيل

هو مهمل في كتب الرجال. نعم، ذكره السيّد الخوئي قائلاً: «روى عن أبي عليّ الخزّاز، و روى عنه: أحمد بن محمّد۲. و روى عن أبيه، و روى عنه سهل۳»۴. دون أن يذكر عنه معلومات إضافية.

وهنا بعض النقاط نشير إليها:

۱ ـ بمراجعة هذا العنوان في الكتب الأربعة لم نعثر عليه إلّا في موضعين: أحدهما في الكافي، والآخر في التهذيب، والذي روى فيه سهل بن زياد عن أحمد بن يوسف هو رواية واحدة۵، ولم نعثر على الرواية الثانية التي أشار إليها السيّد الخوئي۱.

1.. الناحية الاُولى: السند الأوّل منهما كالتالي: «عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن هارون بن موفّق المديني، عن أبيه، عن جدّه، قال: بعث إليّ الماضي» الكافي: ج۶ ص۳۲۱ ح۱. والسند الثاني منهما كالتالي: «عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن هارون، عن موفّق المديني، عن أبيه، عن جدّه، قال: بعث إليّ الماضي» (الكافي: ج۶ ۳۶۲ ح۱). فهل الصحيح هو «أحمد بن هارون بن موفّق المديني» أُمّ «أحمد بن هارون عن موفّق المديني»؟ علماً أنّ كلا السندين ينتهي إلى أبي الحسن الكاظم علیه السلام.
الناحية الثانية: ورد في السند الأوّل العبارة التالية: «أحمد بن هارون بن موفّق المديني عن أبيه» وجاء في السند الثاني: «أحمد بن هارون عن موفّق المديني، عن أبيه، عن جدّه»، فمقتضى القواعد العربية هو رجوع الضمير في قوله: «عن أبيه» إلى «أحمد» في السند الأوّل، وإلى «موفّق المديني» في السند الثاني، والحال أنّ السند واحد كما يبدو. كما أنّ الفقرة «عن جدّه» غير موجودة في السند الأوّل.

2.. التهذيب: ج ۶، ح ۹۱۲.

3.. الكافي: ج ۶، ح۲۱.

4.. معجم رجال الحديث: ج۲ ص۳۶۶.

5.. الكافي: ج۶ ص۴۳۴ ح۲۱.


دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
154

ومن خلال ما تقدّم يقوى في الظنّ عدم رواية «سهل» عن أحمد البرقي، فما جاء في معجم رجال الحديث لا يمكن الموافقة عليه وان كان مقتضى ظاهر الأسانید المذكورة. نعم، نحن لا ننفي رواية «سهل» عن أحمد البرقي جزماً، إلّا أنّها على خلاف القرائن المتقدّمة.

۱۶. أحمد بن محمّد البصري

هو مهمل في كتب الرجال، وليس له في الكتب الأربعة إلّا رواية واحدة في الكافي۱ رواها الشيخ الطوسي أيضاً في التهذيب نقلاً عن الكافي۲. والنقطة المثيرة للانتباه هي أنّ الكليني روى هذه الرواية عن غير واحد، عن سهل عنه، وهذا يعني أنّ الرواية من كتاب النوادر لـ «سهل»، وطريقه هو الطريق الذي أشار إليه النجاشي بقوله:

و له كتاب النوادر، أخبرناه محمّد بن محمّد، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد عن محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، و رواه عنه جماعة.۳

۱۷. أحمد بن محمّد القلانسيّ

هو مهمل في كتب الرجال، وليس له في الكتب الأربعة رواية إلّا رواية واحدة۴، ومع ذلك فقد رواها الكليني عن «عدّة من أصحابنا، عن سهل»، ممّا يكشف عن مقبوليّتها عندهم.

۱۸. أحمد بن هارون بن موفّق المدينيّ

هو مهمل في كتب الرجال والفهارس، وليس له في الكتب الأربعة إلّا روایتان، وكلتاهما في الكافي، وكلتاهما بالسند التالي: «عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن هارون...»۵.

1.. الكافي: ج۳ ص۴۷۰ ح۳.

2.. تهذيب الأحكام: ج۳ ص۱۸۱ ح۶.

3.. رجال النجاشي: ج۱ ص۱۸۵ الترجمة ۴۹۰.

4.. الكافي: ج۴ ص۱۹۱ ح۲.

5.. الكافي: ج۶ ص۳۲۱ ح۱، و ص۳۶۲ ح۱.

  • نام منبع :
    دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
    سایر پدیدآورندگان :
    حيدر المسجدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19759
صفحه از 348
پرینت  ارسال به