المقدّمة
الحمد للّٰه والصلاة علی محمّد وآله الطيّبين الطاهرين، الذين أذهب اللّٰه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
روی الكليني في الكافي: عن الحُسَيْن بن مُحَمَّدٍ، عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ، عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ، عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمَّارٍ قَالَ: قُلتُ لِأَبِي عَبدِ اللّهِ علیه السلام: رَجُلٌ رَاوِيَةٌ لِحَدِيثِكُم يَبُثُّ ذَلِكَ فِي النَّاسِ وَ يُشَدِّدُهُ فِي قُلُوبِهِم وَقُلُوبِ شِيعَتِكُم، وَلَعَلَّ عَابِداً مِن شِيعَتِكُم لَيسَت لَهُ هَذِهِ الرِّوَايَةُ، أَيُّهُمَا أَفضَلُ؟ قَالَ: الرَّاوِيَةُ لِحَدِيثِنَا يَشُدُّ بِهِ قُلُوبَ شِيعَتِنَا أَفضَلُ مِن أَلفِ عَابِدٍ.۱
لاريب أنّ رواية الحديث شرف و رفعة للراوي، مع ما في الحديث من تنوير قلب الراوي بنور النبيّ صلی الله علیه و اله وأهل بيته علیهم السلام، فإنّ كلامهم نور؛ كما ورد في الزيارة الجامعة، إلّا أن هذا لا يعني الاعتماد علی جميع ما رواه المحدّثون، بل لابدّ من دراسته للاطمئنان و الوثوق بصدوره عن أهل البيت علیهم السلام.
وقد اهتمّ قسم الرجال في مركز أبحاث علوم الحديث بدراسة عدد من الرواة المختلَف في جرحهم و تعديلهم، بهدف التعرّف علی مدی وثاقتهم وإمكان الاعتماد علی مرويّاتهم، وهذا السفر يمثّل أحد الدراسات في هذا المجال. وقد سبقه كتاب «المعلّی بن خنيس، شهادته و وثاقته ومسنده» الذي أصدرناه قبل عدّة سنوات.
الكتاب الحاضر تناول بالبحث أحد الرواة المكثرين لنقل الروايات وهو «سهل بن زياد الآدمي»، والذي انتشرت رواياته في أبواب الفقه المختلفة، بل وغيرها، مع وقوع الخلاف في