الفقيه الشيخ الحرّ العاملي الذي حاول إرجاع الأسانید الى اُصولها فيما لو كان فيها تعليق أو إضمار أو شبههما، وكذلك الشيخ المجلسي في بحار الأنوار، فملاحظة ما صنعه هذين المحدّثين الجليلين، وكذلك ما جاء في الطبعة المحقّقة في مركز أبحاث دار الحديث، ممّا يعيننا على معرفة حال هذه الأسانید، فلابدّ من دراسة هذه الأسانید الواحد تلو الآخر.
الروايات محلّ الكلام
۱. «سَهْلُ بْنُ زِيادٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحابِنا، قالَ: قالَ: «إِذَا رَأَيْتَ الْمَيِّتَ قَدْ شَخَصَ بِبَصَرِهِ وَ سالَتْ عَيْنُهُ...»۱.
ورد هذا الحديث في الطبعة المحقّقة في دار الحديث مطابقاً لما في الطبعة المعروفة، وتمّ التهمیش على سنده بعد «سهل بن زياد» بما يلي:
سهل بن زياد ليس من مشايخ المصنّف. والظاهر وقوع التعليق في السند، وأنّ السند المعلّق عليه هو سند الحديث ۱۱.۲
کما تمّ التعلیق علیه في برنامج «درایة النور» بما یلي:
السند معلّق ولیس بقربه ذکر لسهل بن زیاد إلّا في حدیث ۱۱، ففیه: عدّة من اصحابنا عن سهل بن زیاد.۳
۲. «سَهْلُ بْنُ زِيادٍ، قالَ: رَوَى أَصْحابُنا: أَنَّ حَدَّ الْقَبْرِ إِلَى التَّرْقُوَةِ، وَ قالَ بَعْضُهُمْ إِلَى الثَّديِ، وَ قالَ بَعضُهُمْ قامَةِ الرَّجُلِ حَتَّى يُمَدَّ الثَّوْبُ عَلَى رَأسِ مَن فِي القَبرِ...».۴
ورد هذا الحديث في الطبعة المحقّقة في دار الحديث مطابقاً لما في الطبعة المعروفة، وتمّ التهمیش على سنده بما يلي:
يحتمل كون السند معلّقاً على سند الحديث ۴۴۲۸، وكذا الأمر في السند الآتي بعده؛ فإنّ سهل بن زياد ليس من مشايخ المصنّف، كما تقدّم في الكافي ذيل ح ۴۳۹۲، فلاحظ.۵