125
دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته

الفقيه الشيخ الحرّ العاملي الذي حاول إرجاع الأسانید الى اُصولها فيما لو كان فيها تعليق أو إضمار أو شبههما، وكذلك الشيخ المجلسي في بحار الأنوار، فملاحظة ما صنعه هذين المحدّثين الجليلين، وكذلك ما جاء في الطبعة المحقّقة في مركز أبحاث دار الحديث، ممّا يعيننا على معرفة حال هذه الأسانید، فلابدّ من دراسة هذه الأسانید الواحد تلو الآخر.

الروايات محلّ الكلام

۱. «سَهْلُ بْنُ زِيادٍ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحابِنا، قالَ: قالَ: «إِذَا رَأَيْتَ الْمَيِّتَ قَدْ شَخَصَ بِبَصَرِهِ وَ سالَتْ عَيْنُهُ...»۱.

ورد هذا الحديث في الطبعة المحقّقة في دار الحديث مطابقاً لما في الطبعة المعروفة، وتمّ التهمیش على سنده بعد «سهل بن زياد» بما يلي:

سهل بن زياد ليس من مشايخ المصنّف. والظاهر وقوع التعليق في السند، وأنّ السند المعلّق عليه هو سند الحديث ۱۱.۲

کما تمّ التعلیق علیه في برنامج «درایة النور» بما یلي:

السند معلّق ولیس بقربه ذکر لسهل بن زیاد إلّا في حدیث ۱۱، ففیه: عدّة من اصحابنا عن سهل بن زیاد.۳

۲. «سَهْلُ بْنُ زِيادٍ، قالَ: رَوَى أَصْحابُنا: أَنَّ حَدَّ الْقَبْرِ إِلَى التَّرْقُوَةِ، وَ قالَ بَعْضُهُمْ إِلَى الثَّديِ، وَ قالَ بَعضُهُمْ قامَةِ الرَّجُلِ حَتَّى يُمَدَّ الثَّوْبُ عَلَى رَأسِ مَن فِي القَبرِ...».۴

ورد هذا الحديث في الطبعة المحقّقة في دار الحديث مطابقاً لما في الطبعة المعروفة، وتمّ التهمیش على سنده بما يلي:

يحتمل كون السند معلّقاً على سند الحديث ۴۴۲۸، وكذا الأمر في السند الآتي بعده؛ فإنّ سهل بن زياد ليس من مشايخ المصنّف، كما تقدّم في الكافي ذيل ح ۴۳۹۲، فلاحظ.۵

1.. الكافي: ج۳ ص۱۳۵ ح۱۶.

2.. الكافي (تحقيق مرکز أبحاث دار الحديث): ج۵ ص۳۵۶ ح۴۳۲۴.

3.. انظر حقل الإسناد / السند.

4.. الكافي: ج۳ ص۱۶۵ ح۱.

5.. الكافي (تحقيق مرکز أبحاث دار الحديث): ج۵ ص۴۳۴ ح۴۴۳۴.


دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
124

الطوسي يجد أنّ الراوي لكتاب سهل هو محمّد بن يحيى، حيث قال:

له كتاب، أخبرنا ابن أبي جيد، عن محمّد بن الحسن عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن سهل...۱.

وبه لا يتّضح إمكان روایته عنه فحسب، بل وقوعها خارجاً.

۱۲. محمّد بن يعقوب

بدأ الشيخ الكليني رحمه الله عدداً من الأسانید باسم «سهل بن زياد» مباشرة، فهل هذا يعني أنّه من الرواة عن سهل بصورة مباشرة؟

الجواب: إذا لاحظنا النقاط التالية اتّضح لنا بعد هذا الاحتمال للغاية:

۱. إنّ طريقة الشيخ الكليني في الكثير من أسانيد الكافي هي التعليق؛ بمعنى أنّه يحذف أوّل السند اعتماداً على سند سابق عليه. وهذا ما صنعه في الأسانید المروية عن سهل وغيره، غاية الأمر أنّ التعليق إذا كان على سند سابق عليه مباشرة ـ كما هو الغالب ـ أمكن التعرّف على السند المعلّق عليه، وأمّا إذا لم يكن كذلك بل كان متقدّماً عليه فقد يسبّب الإيهام، والأسانید محلّ الكلام من هذا القبيل؛ بمعنى أنّها وردت بعد عدّة أسانيد من السند الذي يحتمل تعليقها عليه.

۲. إنّ عدد هذه الروايات قليل للغاية، حيث إنّ مجموعها لا يزيد على سبع عشرة رواية، فإذا كان الشيخ الكليني من الرواة عن سهل مباشرة لروی عنه عدداً أكبر من ذلك،إذ أنّ قرب الإسناد أمر مطلوب للمحدّثين، فلو كان الكليني ممّن يروي عن سهل بن زياد مباشرة لكان المفروض عليه أن يروي عنه عدداً أكبر بصورة مباشرة، وعدداً أقلّ بالواسطة، لا العكس كما نشاهده في الأسانید المروية عن سهل بن زياد.

۳. إنّ هذه الروایات القلیلة علی خلاف طريقة الكلیني المألوفة من النقل عنه بالواسطة كما في بقیّة الأسانید والّتي یبلغ عددها أکثر من (۱۹۰۰) سنداً، فمن البعید جدّاً روایته عنه هذا العدد الکبیر بالواسطة وهذا العدد الضئیل من دون واسطة.

۴. لا شكّ ولا ريب أنّ كتاب الكافي مدار عمل الفقهاء والمحدّثين، وخاصّة المحدّث

1.. فهرست الطوسي: ص ۲۲۸ الترجمة ۳۳۹ سهل بن زياد الآدمي.

  • نام منبع :
    دراسة في شخصیة سهل بن زیاد و روایاته
    سایر پدیدآورندگان :
    حيدر المسجدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 19625
صفحه از 348
پرینت  ارسال به