75
الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)

ويدلّ التصنيف السابق بوضوح على أنّ السؤال الأوّل في كلّ مجموعة يكون متناسباً مع تلك المجموعة نفسها، ففي نطاق العقائد والاُصول تكون الاُصول الثلاثة الأساسية (التوحيد والنبوّة والولاية) أوّل ما يُسأل عنه الإنسان، وإذا ما صحّت عقائد الإنسان في التوحيد والنبوّة فإنّه سيؤمن بالعدل والمعاد أيضاً، فإنّ تصديق نبوّة الرسول الأعظم صلى اللّه عليه و آله ومعجزته المتمثّلة في القرآن، معناه تصديق الآيات الدالّة على عدل اللَّه ووجود المعاد الذي لا يمكن إنكاره.

كما تُصنّف محبّة أهل البيت - التي ذُكرت في المجموعتين الثانية والرابعة فضلاً عن هذا الحديث - في العقائد والاُصول، رغم أنّ الولاية هي أيضاً الرابط بين العقائد والأعمال ولايمكن التوصّل إلى المفهوم الحقيقي للتوحيد والنبوّة من دون إرشاد أهل البيت والانتفاع من نور هدايتهم، كما لايمكن أداء الأعمال والعبادات ومنها الصلاة بالشكل الصحيح والمطلوب. وبذلك تكون روايات المجموعة الثانية والمجموعة الرابعة مؤيّدة لروايات المجموعة الاُولى ومنسجمة معها.

وجعلت المجموعة الثالثة وقسم من روايات المجموعة الرابعة السؤال الأوّل خاصّاً في نطاق الأعمال والأفعال، وهو بحسب الاصطلاح حصر نسبي ، ويمكن تصديق هذا المعنى بسهولة بواسطة روايات المجموعة الخامسة، وكذلك ما سنذكره من روايات صرّحت بهذه الملاحظة، مثل : «وهيَ أوَّلُ ما يُنظَرُ فيهِ مِن عَمَلِ ابنِ آدَمَ»،۱ «إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ بِهِ العَبدُ يَومَ القيامَةِ مِن عَمَلِهِ صَلاتُهُ»،۲ وقد ذُكر حديث أو حديثان آخران في هذا الباب نفسه.

1.راجع: ح ۹۷.

2.راجع: ح‏۹۶.


الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
74

يا عَليُّ، إنَّ أوَّلَ ما يُسألُ عَنهُ العَبدُ بَعدَ مَوتِهِ شَهادَةُ أن لا إلَهَ الّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللَّهِ، وأنَّكَ وَليُّ المُؤمِنينَ بِما جَعَلَهُ اللَّهُ وجَعَلتُهُ لَكَ، فَمَن أقَرَّ بِذَلِكَ وكانَ يَعتَقِدُهُ صارَ إلى النَّعيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ .۱

۲. اكتفت المجموعة الثانية بالإشارة إلى محبّة أهل البيت عليهم السلام . يقول رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله :
أوَّلُ ما يُسألُ عَنهُ العَبدُ حُبُّنا أهلَ البَيتِ.۲

۳. اعتبرت المجموعة الثالثة الصلاةَ والزكاة والصيام معاً من الأسئلة الاُولى بعد الموت. يقول الإمام الصادق عليه السلام في هذا المجال:
أوَّلُ ما يُسألُ عَنهُ العَبدُ إذا وَقَفَ بَينَ يَدَيِ اللَّهِ عزّ و جلّ الصَّلَواتُ المَفروضاتُ، وعَنِ الزَّكاةِ، وعَنِ الصِّيامِ المَفروضِ.۳

۴. ذكرت المجموعة الرابعة فضلاً عن الصلاة والزكاة والصيام والحجّ ولايةَ أهل البيت عليهم السلام إلى جانبها. فقد جاء في حديث للإمام الصادق عليه السلام:
إنَّ أوَّلَ ما يُسألُ عَنهُ العَبدُ إذا وَقَفَ بَينَ يَدَيِ اللَّهِ - جَلَّ جَلالُهُ - الصَّلَواتُ المَفروضاتُ، وعَنِ الزَّكاةِ المَفروضَةِ، وعَنِ الصّيامِ المَفروضِ، وعَنِ الحَجِّ المَفروضِ، وعَنِ وَلايَتِنا أهلَ البَيتِ؛ فَإن أقَرَّ بِوَلايَتِنا ثُمَّ مَاتَ عَلَيها قُبِلَت مِنهُ صَلاتُهُ وصَومُهُ وزَكاتُهُ وحَجُّهُ .۴

۵. لم تشر المجموعة الخامسة إلّا إلى الصلاة، وقد جاء بعض روايتها في هذا الباب نفسه، فلاحاجة إلى تكرارها .۵

1.عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج‏۲ ص ۱۲۹ ح ۸، بحار الأنوار: ج ۷ ص‏۲۷۳ ح‏۴۱.

2.عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج‏۲ ص ۶۲ ح ۲۵۸.

3.فضائل الأشهر الثلاثة: ص ۱۱۰ ح ۱۰۳، الأمالي للصدوق: ص ۳۲۸ ح ۳۸۸، بحار الأنوار: ج‏۲۷ ص ۱۶۷ ح ۲.

4.الأمالي للصدوق: ص ۳۲۸ ح‏۳۸۸.

5.ومما يستحق الذكره وجود رواية اعتبرت أوّل سؤال عن الماء العذب الفرات، وهي خارجة عن دائرة العقائد والمعتقدات والأعمال، ولها تسويغ خاصّ بها. وهذا نصّ الحديث: «أوّل ما يسأل اللَّه جلّ ذكره العبد أن يقول له: ألم أروك من عذب الفرات؟» ( الكافي:ج‏۶ ص ۳۸۰ ح‏۳ ).

  • نام منبع :
    الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10097
صفحه از 523
پرینت  ارسال به