59
الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)

جدير بالذكر أنّ الوقت الأفضل لأداء الصلاة في غير العصر والعشاء والمسمّى بوقت الفضيلة، هو جزء من أوّل الوقت .۱ ومن المستحبّ المؤكّد أن يؤدّي المصلّي صلاته خلال هذا النطاق الزمني الأوّل، رغم أنّه يجوز له تأخيرها حتّى آخر وقتها .۲

كما وردت توصيات بأداء النوافل لكلٍّ من الصلوات الخمس الواجبة، فوقت نافلة الفجر قبيل الفجر إلى ظهور الحمرة المشرقية،۳ ونافلة الظهر والعصر قبلهما، وكلّ اليوم تقريباً عندما يكون الشخص منشغلاً بالأعمال الضرورية،۴ ووقت نافلة المغرب بعد أدائها إلى زوال الحمرة المغربية، ۵ وتمتدّ نافلة العشاء بعدها إلى منتصف الليل .۶

1.وقت فضيلة صلاة الصبح حتّى انقشاع الظلمة عن الجوّ وظهور حمرة الشمس، ووقت فضيلة الظهر حتّى يساوي ظلّ كلّ شي‏ء نفسه أو بلوغ طوله ذراعين أو أربعة أقدام، ووقت فضيلة العصر حتّى تضاعف الظلّ بالنسبة إلى طوله، ووقت فضيلة المغرب زوال حمرة السماء في جهة المغرب، وفضيلة العشاء حتّى مضيّ ربع من الليل (الدروس الشرعية: ج ۱ ص ۱۳۹).

2.راجع: جواهر الكلام: ج ۷ ص ۱۶۷.

3.يرى كثير من الفقهاء أنّ الشخص الذي يؤدّي صلاة الليل بإمكانه فضلاً عن تلك المدّة أن يؤدّي نافلة الصبح بعدها، حتّى وإن كان الوقت منتصف الليل (راجع: تحرير الوسيلة: ج‏۱ ص ۱۳۶ و منهاج الصالحين: ج‏۱ ص ۱۳۳).

4.راجع: الدروس الشرعية: ج ۱ ص ۱۴۰.

5.راجع: جواهر الكلام: ج ۷ ص ۱۸۶.

6.راجع: جواهر الكلام: ج ۷ ص ۱۹۰.


الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
58

ووقتها وسط النهار . ۱

من جهة اُخرى فقد بيّن رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله وفقاً للتعاليم الإلهية بداية الوقت لكلّ صلاة ونهايته، ثمّ بيّنه أكثر بسيرته وعمله .۲

كما ذكر أهل البيت عليهم السلام علامات مختلفة، مثل بزوغ ضياء الفجر وانتشاره، أو بلوغ الظلّ للحدّ الأدنى في الظهيرة. وذُكرت هذه الأوقات بتعابير مختلفة؛ كي يكون الالتزام بها ممكناً وعملياً، وتتناسب كلّها مع حركة الشمس وحدوث الظواهر الطبيعية والليل والنهار مما يشاهده معظم الناس.

فوقت صلاة الصبح من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس،۳ ويبدأ وقت صلاة الظهر من الزوال حينما تبلغ الشمس وسط السماء ويبلغ ظل كلّ شي‏ء حدّه الأدنى ، ويمتدّ إلى غروب الشمس،۴ ثمّ يبدأ وقت صلاة المغرب مباشرةً ويستمرّ إلى منتصف الليل .۵

ولا نلاحظ اختلافاً أساسياً مهمّاً بين المسلمين في تلك الأوقات، والاختلاف الوحيد في وقت صلاتي العصر والعشاء، حيث إنّ معظم الشيعة يعتبرون وقتهما مشتركاً مع الظهر في الاُولى ومع المغرب في الثانية ، ويعتبر أهل السنّة وقت صلاة العصر بعد مضيّ مدّة معيّنة من وقت الظهر، وبداية وقت صلاة العشاء يكون بعد زوال الحمرة المغربية۶ ، في حين أنّ الشيعة يرون هذين الوقتين لفضيلة الظهر والمغرب، لا الوقت الخاصّ بهما .۷

1.راجع: ح ۴۴.

2.راجع: ح ۴۵.

3.راجع: جواهر الكلام: ج ۷ ص ۹۶ (باب بيان وقت صلاة الفجر) .

4.راجع: جواهر الكلام: ج ۷ ص ۷۴ (باب تعيين وقت الظهر والعصر) .

5.راجع: جواهر الكلام: ج ۷ ص ۱۶۰.

6.راجع: المجموع للنووي: ج ۳ ص ۲۴ - ۴۳، المحلّى لابن حزم: ج‏۳ ص ۱۶۳ - ۱۷۰ .

7.راجع: الدروس الشرعية: ج‏۱ ص ۱۳۹.

  • نام منبع :
    الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9903
صفحه از 523
پرینت  ارسال به