53
الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)

زالَتِ الشَّمسُ فَكانَت عَلى‏ حاجِبِهِ الأَيمَنِ ، ثُمَّ أراني وَقتَ العَصرِ فَكانَ ظِلُّ كُلِّ شَي‏ءٍ مِثلَهُ ، ثُمَّ صَلَّى المَغرِبَ حينَ غَرَبَتِ الشَّمسُ ، ثُمَّ صَلَّى العِشاءَ الآخِرَةَ حينَ غابَ الشَّفَقُ ، ثُمَّ صَلَّى الصُّبحَ فَأَغلَسَ‏۱ بِها وَالنُّجومُ مُشتَبِكَةٌ» ، فَصَلِّ لِهذِهِ الأَوقاتِ ، وَالزَمِ السُّنَّةَ المَعروفَةَ والطَّريقَ الواضِحَةَ .۲

۴۶.الإمام الحسن عليه السلام : جاءَ نَفَرٌ مِنَ اليَهودِ إلَى النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله فَسَأَلَهُ أعلَمُهُم عَن مَسائِلَ ، فَكانَ مِمّا سَأَلَهُ أنَّهُ قالَ : أخبِرني عَنِ اللَّهِ عزّ و جلّ ، لِأَيِّ شَي‏ءٍ فَرَضَ اللَّهُ عزّ و جلّ هذِهِ الخَمسَ الصَّلَواتِ في خَمسِ مَواقيتَ عَلى‏ اُمَّتِكَ في ساعاتِ اللَّيلِ وَالنّهارِ ؟
فَقالَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله : «إنَّ الشَّمسَ عِندَ الزَّوالِ لَها حَلقَةٌ تَدخُلُ فيها ، فَإِذا دَخَلَت فيها زالَتِ الشَّمسُ ، فَيُسَبِّحُ كُلُّ شَي‏ءٍ دونَ العَرشِ بِحَمدِ رَبّي جَلَّ جَلالُهُ ، وهِيَ السّاعَةُ الَّتي يُصَلّي عَلَيَّ فيها رَبّي جَلَّ جَلالُهُ ، فَفَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ وعَلى‏ اُمَّتي فيهَا الصَّلاةَ ، وقالَ : «أَقِمِ الصَّلَوةَ لِدُلُوكِ‏۳ الشَّمْسِ إِلَى‏ غَسَقِ الَّيْلِ» ... .
وأمّا صَلاةُ العَصرِ فَهِيَ السّاعَةُ الَّتي أكَلَ آدَمُ عليه السلام فيها مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَخرَجَهُ اللَّهُ عزّ و جلّ مِنَ الجَنَّةِ ، فَأَمَرَ اللَّهُ عزّ و جلّ ذُرِّيَّتَهُ بِهذِهِ الصَّلاةِ إلى‏ يَومِ القِيامَةِ ، وَاختارَها لِاُمَّتي فَهِيَ مِن أحَبِّ الصَّلَواتِ إلَى اللَّهِ عزّ و جلّ ، وأوصاني أن أحفَظَها مِن بَينِ الصَّلَواتِ .
وأمّا صَلاةُ المَغرِبِ فَهِيَ السّاعَةُ الَّتي تابَ اللَّهُ عزّ و جلّ فيها عَلى‏ آدَمَ عليه السلام ، وكانَ بَينَ ما أكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ وبَينَ ما تابَ اللَّهُ عزّ و جلّ عَلَيهِ ثَلاثُمِئَةِ سَنَةٍ مِن أيّامِ الدُّنيا ، وفي أيّامِ الآخِرَةِ يَومٌ كَأَلفِ سَنَةٍ ، ما بَينَ العَصرِ إلَى العِشاءِ ، وصَلّى‏ آدَمُ عليه السلام ثَلاثَ رَكَعاتٍ : رَكَعةً

1.الغَلَسُ : ظُلمَةُ آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح (النهاية : ج ۲ ص ۳۷۷ «غلس») .

2.الأمالي للطوسي : ص ۳۰ ح ۳۱ ، الأمالي للمفيد : ص ۲۶۷ ح ۳ كلاهما عن أبي إسحاق الهمداني ، الغارات : ج ۱ ص ۲۴۶ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۷۷ ص ۳۹۰ ح ۱۱ ؛ شرح نهج البلاغة لابن ميثم : ج ۴ ص ۴۲۹ وراجع الموطأ : ج ۱ ص ۶ و سنن النسائي : ج ۱ ص ۲۵۵ .

3.دُلوك الشمس : مَيلُها للغروب (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۳۱۷ «دلك») .


الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
52

۱ / ۸

أوقاتُ الصَّلاةِ

الكتاب :

«أَقِمِ الصَّلَوةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى‏ غَسَقِ الَّيْلِ وَ قُرْءَانَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْءَانَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا» .۱

الحديث :

۴۴.الكافي عن زُرارة : سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ عليه السلام عَمّا فَرَضَ اللَّهُ عزّ و جلّ مِنَ الصَّلاةِ ، فَقالَ : خَمسُ صَلَواتٍ فِي اللَّيلِ والنَّهارِ ، فَقُلتُ : فَهَل سَمّاهُنَّ وبَيَّنَهُنَّ في كِتابِهِ ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ اللَّهُ تَعالى‏ لِنَبيِّهِ صلى اللّه عليه و آله : «أقِمِ الصَّلاةَ لِدُلوكِ الشَّمسِ إلى‏ غَسَقِ اللَّيلِ» ودُلوكُها زَوالُها ، فَفيما بَينَ دُلوكِ الشَّمسِ إلى‏ غَسَقِ اللَّيلِ أربَعُ صَلَواتٍ سَمّاهُنَّ اللَّهُ وبَيَّنَهُنَّ ووَقَّتَهُنَّ ، وغَسَقُ اللَّيلِ هُوَ انتِصافُهُ ، ثُمَّ قالَ تَبارَكَ وتَعالى‏ : «وقُرآنَ الفَجرِ إنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا» فَهذِهِ الخامِسَةُ .
وقالَ اللَّهُ تَعالى‏ في ذلِكَ : «أقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ»۲ وَطرَفاهُ المَغرِبُ والغَداةُ ، «وزُلَفًا مِنَ اللَّيلِ»۳ وهيَ صَلاةُ العِشاءِ الآخِرَةِ . وقالَ تَعالى‏ : «حافِظوا عَلَى الصَّلَواتِ والصَّلاةِ الوُسطى‏»۴ وهيَ صَلاةُ الظُّهرِ ، وهيَ أوَّلُ صَلاةٍ صَلّاها رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله وهيَ وَسَطُ النّهار ووَسَطُ الصَّلاتَينِ بالنَّهارِ ؛ صَلاةِ الغَداةِ وصَلاةِ العَصرِ . ۵

۴۵.الإمام عليّ عليه السلام‏- في كِتابِهِ لِمُحَمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ - : إنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله عَن أوقاتِ الصَّلاةِ ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : «أتاني جِبريلُ عليه السلام فَأَراني وَقتَ الصَّلاةِ حينَ

1.الإسراء : ۷۸ .

2.هود : ۱۱۴

3.البقرة : ۲۳۸

4.الكافي : ج ۳ ص ۲۷۱ ح ۱ ، تهذيب الأحكام : ج ۲ ص ۲۴۱ ح ۹۵۴ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۱ ص ۱۹۵ ح ۶۰۰ ، معاني الأخبار : ص ۳۳۲ ح ۵ ، تفيسر العياشي : ج ۲ ص ۳۰۸ ح ۱۳۶ وليس فيه ذيله من «وقال اللَّه تعالى في ذلك» ، بحار الأنوار : ج ۸۲ ص ۲۸۲ ح ۳ .

  • نام منبع :
    الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9708
صفحه از 523
پرینت  ارسال به