437
الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)

وبِحَقِّ مَن حَقُّهُ عِندَكَ عَظيمٌ ، وبِأَسمائِكَ الحُسنى‏ وكَلِماتِكَ التّامّاتِ الَّتي أمَرتَني أن أدعُوَكَ بِها ، وأَسأَ لُكَ بِاسمِكَ العَظيمِ الَّذي أمَرتَ إبراهيمَ عليه السلام أن يَدعُوَ بِهِ الطَّيرَ فَأَجابَتهُ ، وبِاسمِكَ العَظيمِ الَّذي قُلتَ لِلنّارِ كوني بَرداً وسَلاماً عَلى‏ إبراهيمَ فَكانَت ، وبِأَحَبِّ أسمائِكَ إلَيكَ ، وأَشرَفِها عِندَكَ ، وأَعظَمِها لَدَيكَ ، وأَسرَعِها إجابَةً ، وأَنجَحِها طَلِبَةً ، وبِما أنتَ أهلُهُ ومُستَحِقُّهُ ومُستَوجِبُهُ ، وأَتَوَسَّلُ إلَيكَ وأَرغَبُ إلَيكَ ، وأَتَصَدَّقُ مِنكَ ، وأَستَغفِرُكَ وأَستَمنِحُكَ وأَتَضَرَّعُ إلَيكَ ، وأَخضَعُ بَينَ يَدَيكَ وأَخشَعُ لَكَ ، واُقِرُّ لَكَ بِسوءِ صَنيعَتي ، وأَتَمَلَّقُكَ واُلِحُّ عَلَيكَ .
وأَسأَ لُكَ بِكُتُبِكَ الَّتي أنزَلتَها عَلى‏ أنبِيائِكَ ، ورُسُلِكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِم أجمَعينَ ، مِنَ التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ العَظيمِ ، مِن أوَّلِها إلى‏ آخِرِها ، فَإِنَّ فيهَا اسمَكَ الأَعظَمَ ، وبِما فيها مِن أسمائِكَ العُظمى‏ أتَقَرَّبُ إلَيكَ .
وأَسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأَن تُفَرِّجَ عَن مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وتَجعَلَ فَرَجي مَقروناً بِفَرَجِهِم ، وتَبدَأَ بِهِم فيهِ وتَفتَحَ أبوابَ السَّماءِ لِدُعائي في هذَا اليَومِ ، وتَأذَنَ في هذَا اليَومِ وهذِهِ اللَّيلَةِ بِفَرَجي وإعطاءِ سُؤلي وأَمَلي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، فَقَد مَسَّنِيَ الفَقرُ ، ونالَنِيَ الضُّرُّ ، وسَلَّمَتنِي الخَصاصَةُ۱ ، وأَلجَأَتنِي الحاجَةُ ، وتَوَسَّمتُ بِالذِّلَّةِ ، وغَلَبَتنِي المَسكَنَةُ ، وحَقَّت عَلَيَّ الكَلِمَةُ ، وأَحاطَت بِيَ الخَطيئَةُ .
وهذَا الوَقتُ الَّذي وَعَدتَ أولِياءَكَ فيهِ الإِجابَةَ ، فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَامسَح ما بي بِيَمينِكَ الشّافِيَةِ ، وَانظُر إلَيَّ بِعَينِكَ الرّاحِمَةِ ، وأَدخِلني في رَحمَتِكَ الواسِعَةِ ، وأَقبِل إلَيَّ بِوَجهِكَ الَّذي إذا أقبَلتَ بِهِ عَلى‏ أسيرٍ فَكَكتَهُ ، وعَلى‏ ضالٍّ هَدَيتَهُ ، وعَلى‏ جائِزٍ أدَّيتَهُ ، وعَلى‏ فَقيرٍ أغنَيتَهُ ، وعَلى‏ ضَعيفٍ قَوَّيتَهُ ، وعَلى‏ خائِفٍ آمَنتَهُ ، ولا تُخلِني لِقاءً لِعَدُوِّكَ وعَدُوّي يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ .

1.الخَصاصَةُ : الفقر والحاجة (المصباح المنير : ص ۱۷۱ «خصص») .


الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
436

بِالنّورِ وَالوَقارِ ، سُبحانَ مَن يَرى‏ أثَرَ النَّملِ فِي الصَّفا ، سُبحانَ مَن يَرى‏ وَقعَ الطَّيرِ فِي الهَواءِ ، سُبحانَ مَن هُوَ هكَذا (و)لا هكَذا غَيرُهُ» .
ويَنبَغي لِمَن صَلّى‏ هذِهِ الصَّلاةَ وفَرَغَ مِنَ التَّسبيحِ ، أن يَكشِفَ رُكبَتَيهِ وذِراعَيهِ ويُباشِرَ بِجَميعِ مَساجِدِهِ الأَرضَ بِغَيرِ حاجِزٍ يَحجُزُ بَينَهُ وبَينَها ، ويَدعُوَ ويَسأَلَ حاجَتَهُ وما شاءَ مِنَ الدُّعاءِ ، ويَقولَ وهُوَ ساجِدٌ :
يا مَن لَيسَ غَيرَهُ رَبٌّ يُدعى‏ ، يا مَن لَيسَ فَوقَهُ إلهٌ يُخشى‏ ، يا مَن لَيسَ دونَهُ مَلَكٌ يُتَّقى‏ ، يا مَن لَيسَ لَهُ وَزيرٌ يُؤتى‏ ، يا مَن لَيسَ لَهُ حاجِبٌ يُرشى‏ ، يا مَن لَيسَ لَهُ بَوّابٌ يُغشى‏ ، يا مَن لا يَزدادُ عَلى‏ كَثرَةِ السُّؤالِ إلّا كَرَماً وجوداً ، وعَلى‏ كَثرَةِ الذُّنوبِ إلّا عَفواً وصَفحاً ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَافعَل بي كَذا وكَذا .۱

۱۱۱۷.الإمام الصادق عليه السلام : لِلأَمرِ المَخوفِ العَظيمِ ، تُصَلّي رَكعَتَينِ وهِيَ الَّتي كانَتِ الزَّهراءُ عليها السلام تُصَلّيها ، تَقرَأُ فِي الاُولَى الحَمدَ و«قُل هُوَ اللَّهُ أحَدٌ» خَمسينَ مَرَّةً ، وفِي الثّانِيَةِ مِثلَ ذلِكَ ، فَإِذا سَلَّمتَ صَلَّيتَ عَلَى النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله ۲ ، ثُمَّ تَرفَعُ يَدَيكَ وتَقولُ :
اللَّهُمَّ إنّي أتَوَجَّهُ بِهِم إلَيكَ ، وأَتَوَسَّلُ إلَيكَ بِحَقِّهِمُ العَظيمِ الَّذي لا يَعلَمُ كُنهَهُ سِواكَ ،

1.مصباح المتهجّد : ص ۳۰۱ ، البلد الأمين : ص ۱۴۹ ، المصباح للكفعمي : ص ۵۳۹ ، إقبال الأعمال : ج ۲ ص ۴۴ كلّها نحوه ، وليس فيهما ذيله من «وينبغي» ، بحار الأنوار : ج ۹۱ ص ۱۸۰ ح ۷.

2.أورد هذه الرواية في جمال الاُسبوع عن إبراهيم بن عمر الصنعاني عن أبي عبد اللَّه عليه السلام إلى قوله : فإذا سلّمت صلّيت على النبيّ صلى اللّه عليه و آله مئة مرة ؛ (ولم يذكر بقية الرواية) . ثمّ قال : صلاة اُخرى لها صلوات اللَّه عليها : حدّث عليّ بن محمّد العلوي الرازي و... عن المفضّل بن عمر عن أبي عبد اللَّه الصادق عليه السلام قال : كان لاُميّ فاطمة عليها السلام صلاة تصلّيها علَّمها جبرئيل عليه السلام ركعتان ، تقرأ في الاُولى «الحمد» مرّة و«إنا أنزلناه في ليلة القدر» مئة مرّة ، وفي الثانية «الحمد» مرّة ، ومئة مرّة «قل هو اللَّه» ، فإذا سلّمت سبّحت تسبيح الطاهرة عليها السلام وهو التسبيح الذي تقدّم ، وتكشف عن ركبتيك وذراعيك على المصلّى وتدعو بهذا الدعاء وتسأل حاجتك ، تُعطَها إن شاء اللَّه . الدعاء : ترفع يديك بعد الصلاة على النبيّ صلى اللّه عليه و آله وتقول : «اللَّهُمَّ إنّي أتوجّه إليك بهم وأسألك بحقّك العظيم الذي لا يعلم كنهه سواك . . .» إلى آخر الدعاء (جمال الاُسبوع : ص ۱۷۳ و ۱۷۴) .

  • نام منبع :
    الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8197
صفحه از 523
پرینت  ارسال به