«ض ي ع» أصل صحيح يدلّ على فوت الشيء وذهابه وهلاكه .۱
وفسّره العالم اللغوي الآخر ابن منظور بمعنى «الهلاك» أيضاً، ونقل تفسيرين بشأن الآية ۵۹ من سورة مريم ، أحدهما أداء الصلاة في خارج وقتها، والآخر تركها بنحو كامل وعدم أدائها على الدوام، ويرى أنّ التفسير الثاني أكثر تناسباً مع سياق الآية؛ لأنّ المراد من الآية الكفّار وتاركو الصلاة، ودليله استثناء التائبين والمؤمنين في الآية التالية .۲
وفضلاً عن هؤلاء فقد كتب ابن الأثير - الشهير بغريب الحديث - في «الإضاعة»، قائلاً:
إنّه نهى عن إضاعة المال: يعني إنفاقه في غير طاعة اللَّه تعالى، والإسراف والتبذير .۳
ومن الواضح أنّ جميع ما ذُكر يؤدّي إلى إتلاف المال وإضاعته. والنتيجة أنّ هذه الكلمة تعني في اللغة - وكذلك في استخداماتها في النصوص الدينية - ترك الشيء وإتلافه وإهلاكه، وبكلمة واحدة إضاعة الشيء سواء كان بتركه رأساً، أم بإدائه غير الصحيح ودون لحاظ شروطه ولوازمه بحيث لا تحصل نتيجته وفائدته، وفي هذه الحالة لايختلف عن تركه، ويمكن اعتباره هالكاً وضائعاً.
تضييع الصلاة من وجهة نظر المفسّرين
استناداً إلى قول أمين الإسلام الطبرسي،۴ فإنّ كثيراً من المفسّرين القدامى يرون أنّ هذه الآية من سورة مريم تتناول تأخير الصلاة وأداءها في غير وقتها، كما اعتبرت طائفة قليلة الآية متعلّقة بترك الصلاة. ويرى الطبرسي دون أن يذكر مستنده أنّ المعنى الأوّل