بحثٌ في تضييع الصّلاة۱
ذمّ القرآن الكريم في هذه الآية: «فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصَّلَوةَ وَ اتَّبَعُواْ الشَّهَوَ تِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا »۲ مضيّعي الصلاة ذمّاً شديداً، ووعدهم بالعذاب.
الآيتان الكريمتان : «فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ »۳ هما أيضاً تهديد من اللَّه لمضيّعي الصلاة وبيان العواقب السيّئة لهذه الظاهرة بالنظر إلى الرواية التي تناولتهما والتي فسّرت السهو بالتضييع .۴
كما أنّ الأحاديث العديدة لهذا الباب التي اعتبرت تضييع الصلاة عملاً قبيحاً وبيّنت مضارّه، متّفقة في ذلك مع الآيتين السابقتين. وعدّت بعض هذه الأحاديث تضييع الصلاة النقطة المقابلة للمحافظة على الصلاة،۵ ولذلك فإنّ بالإمكان الاستعانة بمفهوم ومعرفة آثار المحافظة على الصلاة أيضاً من أجل دراسة مفهوم التضييع وآثاره.
مفهوم «التضييع»
يقول العالم اللغوي ابن فارس: