397
الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)

الدِّرهَمَينِ وقالَ لَهُ : اِتَّجِر بِهِما وتَصَرَّف لِرِزقِ اللَّهِ . فَأَخَذَهُما سَعدٌ ومَضى‏ مَعَ النَّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله حَتّى‏ صَلّى‏ مَعَهُ الظُّهرَ وَالعَصرَ ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله : قُم فَاطلُبِ الرِّزقَ ؛ فَقَد كُنتُ بِحالِكَ مُغتَمّاً يا سَعدُ .
قالَ : فَأَقبَلَ سَعدٌ لا يَشتَري بِدِرهَمٍ شَيئاً إلّا باعَهُ بِدِرهَمَينِ ، ولا يَشتَري شَيئاً بِدِرهَمَينِ إلّا باعَهُ بِأَربَعَةِ دَراهِمَ ، فَأَقبَلَتِ الدُّنيا عَلى‏ سَعدٍ ؛ فَكَثُرَ مَتاعُهُ ومالُهُ وعَظُمَت تِجارَتُهُ ، فَاتَّخَذَ عَلى‏ بابِ المَسجِدِ مَوضِعاً وجَلَسَ فيهِ فَجَمَعَ تِجارَتَهُ إلَيهِ ، وكانَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله إذا أقامَ بِلالٌ لِلصَّلاةِ يَخرُجُ وسَعدٌ مَشغولٌ بِالدُّنيا ؛ لَم يَتَطَهَّر ولَم يَتَهَيَّأ كَما كانَ يَفعَلُ قَبلَ أن يَتَشاغَلَ بِالدُّنيا ، فَكانَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله يَقولُ : يا سَعدُ ، شَغَلَتكَ الدُّنيا عَنِ الصَّلاةِ! فَكانَ يَقولُ : ما أصنَعُ؟! اُضَيِّعُ مالي ؟! هذا رَجُلٌ قَد بِعتُهُ فَاُريدُ أن أستَوفِيَ مِنهُ ، وهذا رَجُلٌ قَدِ اشتَرَيتُ مِنهُ فَاُريدُ أن اُوفِيَهُ .
قالَ : فَدَخَلَ رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله مِن أمرِ سَعدٍ غَمٌّ أشَدُّ مِن غَمِّهِ بِفَقرِهِ ، فَهَبَطَ عَلَيهِ جَبرَئيلُ عليه السلام فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّ اللَّهَ قَد عَلِمَ غَمَّكَ بِسَعدٍ ، فَأَيُّما أحَبُّ إلَيكَ : حالُهُ الاُولى‏ أو حالُهُ هذِهِ ؟ فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله : يا جَبرَئيلُ ، بَل حالُهُ الاُولى‏ ، قَد أذهَبَت دُنياهُ بِآخِرَتِهِ . فَقالَ لَهُ جَبرَئيلُ عليه السلام : إنَّ حُبَّ الدُّنيا وَالأَموالِ فِتنَةٌ ومَشغَلَةٌ عَنِ الآخِرَةِ ، قُل لِسَعدٍ يَرُدُّ عَلَيكَ الدِّرهَمَينِ اللَّذَينِ دَفَعتَهُما إلَيهِ ؛ فَإِنَّ أمرَهُ سَيَصيرُ إلَى الحالَةِ الَّتي كانَ عَلَيها أوَّلاً .
قالَ : فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله فَمَرَّ بِسَعدٍ ، فَقالَ لَهُ : يا سَعدُ ، أما تُريدُ أن تَرُدَّ عَلَيَّ الدِّرهَمَينِ اللَّذَينِ أعطَيتُكَهُما ؟ فَقالَ سَعدٌ : بَلى‏ ومِئَتَينِ ! فَقالَ لَهُ : لَستُ اُريدُ مِنكَ يا سَعدُ إلَّا الدِّرهَمَينِ . فَأَعطاهُ سَعدٌ دِرهَمَينِ .
قالَ : فَأَدبَرَتِ الدُّنيا عَلى‏ سَعدٍ حَتّى‏ ذَهَبَ ما كانَ جَمَعَ ، وعادَ إلى‏ حالِهِ الَّتي


الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
396

۹۹۷.رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله : إنَّهُ سَتَكونُ عَلَيكُم اُمراءُ يُؤَخِّرونَ الصَّلاةَ عن ميقاتِها ، ويَخنُقونَها إلى شَرَقِ المَوتى‏۱ ، فَإِذا رَأَيتُموهُم قَد فَعَلوا ذلِكَ ، فَصَلُّوا الصَّلاةَ لِميقاتِها ، وَاجعَلوا صَلاتَكُم مَعَهُم سُبحَةً ۲ .۳

۹۹۸.الإمام الباقر عليه السلام : كانَ عَلى‏ عَهدِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله مُؤمِنٌ فَقيرٌ شَديدُ الحاجَةِ مِن أهلِ الصُّفَّةِ ، وكانَ مُلازِماً لِرَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله عِندَ مَواقيتِ الصَّلاةِ كُلِّها لا يَفقِدُهُ في شَي‏ءٍ مِنها ، وكانَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله يَرِقُّ لَهُ ويَنظُرُ إلى‏ حاجَتِهِ وغُربَتِهِ فَيَقولُ : يا سَعدُ ، لَو قَد جاءَني شَي‏ءٌ لأََغنَيتُكَ . قالَ : فَأَبطَأَ ذلِكَ عَلى‏ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، فَاشتَدَّ غَمُّ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله لِسَعدٍ ، فَعَلِمَ اللَّهُ سُبحانَهُ ما دَخَلَ عَلى‏ رَسولِ اللَّهِ مِن غَمِّهِ لِسَعدٍ ، فَأَهبَطَ عَلَيهِ جَبرَئيلَ عليه السلام ومَعَهُ دِرهَمانِ ، فَقالَ لَهُ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّ اللَّهَ قَد عَلِمَ ما قَد دَخَلَكَ مِنَ الغَمِّ لِسَعدٍ ، أفَتُحِبُّ أن تُغنِيَهُ ؟ فَقالَ : نَعَم ، فَقالَ لَهُ : فَهاكَ هذَينِ الدِّرهَمَينِ فَأَعطِهِما إيّاهُ ومُرهُ أن يَتَّجِرَ بِهِما .
قالَ : فَأَخَذَ [هُما۴ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، ثُمَّ خَرَجَ إلى‏ صَلاةِ الظُّهرِ وسَعدٌ قائِمٌ عَلى بابِ حُجُراتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله يَنتَظِرُهُ ، فَلَمّا رَآهُ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله قالَ : يا سَعدُ ، أتُحسِنُ التِّجارَةَ ؟ فَقالَ لَهُ سَعدٌ : وَاللَّهِ ما أصبَحتُ أملِكُ مالاً أتَّجِرُ بِهِ ! فَأَعطاهُ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله

1.شَرَق المَوتى‏ : له معنَيان : أحدهما أنّه أراد به آخِرَ النهار ، لأنّ الشمس في ذلك الوقت إنّما تلبث قليلاً ثمّ تغيب ... والآخَر من قولهم : شَرِق الميّتُ بِريقه ؛ إذا غصّ به ، فشبّه قِلّة ما بقي من [الوقت‏] بما بقي من حياة الشَرِق بريقه إلى أن تخرج نفسه (النهاية : ج ۲ ص ۴۶۵ «شرق») .

2.سُبحة : أي نافِلة (النهاية : ج ۲ ص ۳۳۱ «سبح») .

3.صحيح مسلم : ج ۱ ص ۳۷۹ ح ۲۶ ، سنن أبي داود : ج ۱ ص ۱۱۷ ح ۴۳۲ ، مسند ابن حنبل : ج ۸ ص ۲۳۶ ح ۲۲۰۸۱ كلّها عن عبداللَّه بن مسعود ، صحيح ابن حزيمة : ج ۲ ص ۲۶۲ ذيل ح ۱۲۷۹ كلّها نحوه ، كنز العمّال : ج ۷ ص ۳۶۱ ح ۱۹۲۶۹ ؛ مسند زيد : ص ۹۹ عن زيد بن علي عن آبائه عليهم السلام عنه صلى اللّه عليه و آله نحوه .

4.]في المصدر : «فأخذ»، والتصويب من بحار الأنوار.

  • نام منبع :
    الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10074
صفحه از 523
پرینت  ارسال به