السَّفَرِ عَلى حالِها.۱
وثانيتهما عن الإمام الباقر عليه السلام حيث قال:
قد سافَرَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله إلى ذي خَشَبٍ و هِيَ مَسيرَةُ يومٍ مِنَ المَدينَةِ يَكونُ إلَيها بَريدانِ أربَعَةٌ و عِشرونَ ميلاً، فَقَصَّرَ و أفطَرَ فَصارَت سُنَّةً. و قَدَ سَمّى رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله قوماً صاموا حينَ أفطَرَ : العُصاةَ ، قالَ عليه السلام : فَهُمُ العُصاةُ إلى يَومِ القِيامَةِ .۲
وعلى هذا الأساس اتّفقت آراء جميع المذاهب في هذا الموضوع على أنّ صلاة المسافر قصراً أمر مشروع في الشريعة الإسلامية. قال الجزيري في كتابه:
و قد أجمعت الاُمّة على مشروعية القصر.۳
ومع ذلك فإنّ نظرة في الكتب الفقهية تفصح عن وقوع اختلاف في كيفية صلاة القصر وأحكامها، إذ يرى الإمامية والحنفية أنّ تقصير الصلاة الرباعية واجب تعييني، وترى فرق أهل السنّة الاُخرى جوازه فقط، على الرغم من أنّهم أنفسهم ليسوا متّفقين على أفضلية التقصير أو الإتمام.۴
صلاة القصر في القرآن
ذكر القرآن الكريم صلاة القصر في سورة النساء بالنحو الآتي:
«وَ إِذا ضَرَبتُم فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفتِنَكُمُ الَّذينَ كَفَرُوا إِنَّ الكافِرينَ كانُوا لَكُم عَدُوًّا مُبيناً» .۵
وعلى الرغم من أنّ الحكم في نهاية الآية قد يظهر منه أنّ قصر الصلاة يتعلّق بالسفر