مناسبة، وفي هذا المجال يأتي عمرو بن سعيد بن العاص الوالي الاُموي على المدينة كأوّل شخص غيّر سنّة الجهر بالبسملة إلى الإخفات. نقل السيوطي عن البيهقي عن الزهري أنّ :
من سنّة الصلاة أن يقرأ «بسم اللَّه الرحمن الرحيم»، وأن أوّل من أسرّ «بسم اللَّه الرحمن الرحيم» عمرو بن سعيد بن العاص بالمدينة.۱
وقال العلّامة الأميني معلّقاً على أخبار البسملة:
تنمّ هذه الأحاديث عن أنّ البسملة لم تزل جزءاً من السورة منذ نزول القرآن الكريم، وعلى ذلك تمرّنت الاُمّة، وانطوت الضمائر، وتطامنت العقائد؛ ولذلك قال المهاجرون والأنصار لمّا تركها معاوية: إنّه سرق. ولم يتسنّ لمعاوية أن يعتذر لهم بعدم الجزئية حتّى التجأ إلى إعادة الصلاة مكلّلة سورتُها بالبسملة، أو إنّه التزم بها في بقيّة صلواته، ولو كان هناك يومئذٍ قول بتجرّد السورة عنها لاحتجّ به معاوية، لكنّه قول حادث ابتدعوه لتبرير عمل معاوية ونظرائه من الاُمويين الذين اتّبعوه بعد تبيّن الرشد من الغيّ.۲
محاربة أهل البيت عليهم السلام لهذه البدعة
تُصوّر أحاديثُ أهل البيت عليهم السلام بوضوح أنّهم أكّدوا على شيعتهم مراراً بيان الحكم الأصلي لقراءة البسملة؛ أداءً لواجبهم في محاربة البدعة وشرح الأحكام الإلهية والذبّ عن السنّة النبويّة، حتى عُدّ الجهر بالبسملة من شعارات أهل البيت عليهم السلام وأصحابهم بنحو أدرِج هذا الحكم في مصافّ الأحكام التي لاتقيّة فيها، كالحكم بحرمة شرب الخمر. قال الإمام الصادق عليه السلام:
التقيّة ديني ودين آبائي إلّا في ثلاث: في شرب المسكر، والمسح على الخفّين [في