361
الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)

الوضوء] ، وترك الجهر ب «بسم اللَّه الرحمن الرحيم»۱ [في الصلاة].

۵ . قول «آمين»

لم يعثر أتباع أهل البيت عليهم السلام وفقهاء الشيعة على أيّ دليل قابل للاعتماد ينصّ على أنّ رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله كان يقول: «آمين» بعد قراءة سورة الفاتحة في صلاته؛ ولذلك فقول «آمين» في آخر سورة الفاتحة زائد، والالتزام به بدعة، والتلفّظ به مبطل للصلاة، في حين أنّ مذاهب أهل السنّة أفتت بكونه من السنّة، ما عدا المذهب المالكي الذي قال باستحبابه.۲

الدليل على رأي الشيعة

أفتى فقهاء الشيعة بحرمة قول «آمين» بعد سورة الفاتحة في الصلاة؛ لتوقيفيّة أجزائها، وفقدان الدليل الشرعي على ذلك. كما أنّ ملاحظة رواية أبي حُميد الساعدي‏۳ عن طريق أهل السنّة، ورواية حمّاد بن عيسى‏۴ عن طريق الشيعة - اللتين ذكرناهما في موضوع التكتّف - تخبر عن خلوّهما منه ومن قول «آمين» أيضاً. كما أنّ أحاديث عديدة لأئمّة أهل البيت عليهم السلام نهت عن إضافة هذا القول إلى الصلاة، منها الأحايث الثلاثة الآتية المروية عن الإمام الصادق عليه السلام:
عَن جَميلٍ عَن أَبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام قالَ : إذا كُنتَ خَلفَ إمَامٍ فَقَرَأَ الحَمدَ و فَرَغَ مِن قِراءَتِها فَقُل أنتَ : «الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ» و لا تَقُل : «آمينَ» .۵وعَن مُحَمَّدٍ الحَلَبيِّ : سَأَلتُ أَبا عَبدِ اللَّهِ عليه السلام : أقولُ إذَا فَرَغتُ مِن فاتِحَةِ الكِتَابِ :

1.دعائم الإسلام: ج ۱ ص ۱۱۰ .

2.راجع : الفقه على المذاهب الأربعة: ج‏۱ ص‏۲۵۰.

3.راجع : ح ۹۳۵ .

4.راجع : ح ۶۵۳ .

5.الكافي: ج ۳ ص ۳۱۳ ح ۵.


الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
360

مناسبة، وفي هذا المجال يأتي عمرو بن سعيد بن العاص الوالي الاُموي على المدينة كأوّل شخص غيّر سنّة الجهر بالبسملة إلى الإخفات. نقل السيوطي عن البيهقي عن الزهري أنّ :
من سنّة الصلاة أن يقرأ «بسم اللَّه الرحمن الرحيم»، وأن أوّل من أسرّ «بسم اللَّه الرحمن الرحيم» عمرو بن سعيد بن العاص بالمدينة.۱

وقال العلّامة الأميني معلّقاً على أخبار البسملة:
تنمّ هذه الأحاديث عن أنّ البسملة لم تزل جزءاً من السورة منذ نزول القرآن الكريم، وعلى ذلك تمرّنت الاُمّة، وانطوت الضمائر، وتطامنت العقائد؛ ولذلك قال المهاجرون والأنصار لمّا تركها معاوية: إنّه سرق. ولم يتسنّ لمعاوية أن يعتذر لهم بعدم الجزئية حتّى التجأ إلى إعادة الصلاة مكلّلة سورتُها بالبسملة، أو إنّه التزم بها في بقيّة صلواته، ولو كان هناك يومئذٍ قول بتجرّد السورة عنها لاحتجّ به معاوية، لكنّه قول حادث ابتدعوه لتبرير عمل معاوية ونظرائه من الاُمويين الذين اتّبعوه بعد تبيّن الرشد من الغيّ.۲

محاربة أهل البيت عليهم السلام لهذه البدعة

تُصوّر أحاديثُ أهل البيت عليهم السلام بوضوح أنّهم أكّدوا على شيعتهم مراراً بيان الحكم الأصلي لقراءة البسملة؛ أداءً لواجبهم في محاربة البدعة وشرح الأحكام الإلهية والذبّ عن السنّة النبويّة، حتى عُدّ الجهر بالبسملة من شعارات أهل البيت عليهم السلام وأصحابهم بنحو أدرِج هذا الحكم في مصافّ الأحكام التي لاتقيّة فيها، كالحكم بحرمة شرب الخمر. قال الإمام الصادق عليه السلام:
التقيّة ديني ودين آبائي إلّا في ثلاث: في شرب المسكر، والمسح على الخفّين [في

1.الدرّ المنثور: ج ۱ ص ۲۹ .

2.الغدير: ج ۱۰ ص ۲۰۲.

  • نام منبع :
    الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9610
صفحه از 523
پرینت  ارسال به