وبغضّ النظر عن الإشكالات الواردة على سند هذه الرواية فإنّ دلالتها محلّ للتأمّل لما يلي:
أوّلاً: ماذا تعني عبارة سهل بن سعد : «كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة»؟ ومن كان يوجّه إليهم هذا الأمر؟ إذا كان الرسول صلى اللّه عليه و آله ، فلماذا لم يُذكر اسمه مع أنّه مدعاة للبركة وقوّة الكلام المنقول؟ وهل ثمّة شيء آخر سوى أنّ هذا الأمر صدر بعد رحلة رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ؟
ثانياً: على الرغم من أنّ ظاهر قول أبي حازم: «ولا أعلم إلّا أنّ [سهل بن سعد] ينمي ذلك [إلى الرسول صلى اللّه عليه و آله ]» ، أو «لا أعلم إلّا أنّه ينمى ذلك [إلى الرسول صلى اللّه عليه و آله ]» غير أنّه يحكي عن تردّده في نسبة الأمر إلى رسول اللَّه؛ لأنّه لو لم يساوره التردّد في الموضوع لما تفوّه أصلاً بهذا القول .۱
۴ . الجهر ب «بسم اللَّه»
إحدى خصائص «بسم اللَّه الرحمن الرحيم» هي تأكيد قراءتها بصوت مرتفع في الصلاة، وتسمّى اصطلاحاً ب «الجهر بالبسملة». وهنا عدّة ملاحظات تستدعي الوقوف عندها:
«الجهر بالبسملة» في السنّة النبوية
قرأ رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله وأهل بيته «بسم اللَّه الرحمن الرحيم» بصوت مرتفع في جميع الصلوات، حتى في الصلاة التي يجب الإخفات فيها؛ استناداً إلى أحاديث مستفيضة۲ وردت في المصادر الروائية للشيعة وأهل السنّة.