۳ . التكتّف
يسمّى وضع اليد اليمنى على اليسرى في حال القيام للصلاة ب «التكتّف» و «القبض» و«التّكفير»، وهو سنّة عند أغلب أهل السنّة، ماعدا المذهب المالكي الذي رجّح إرسال اليدين بدلاً من وضع إحداهما على الأخرى. وفي المقابل يعتقد فقهاء الشيعة أنّ صلاة رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله كانت من دون تكتّف؛ ولذا فإنّ هذا العمل بدعة وحرام ومبطل للصلاة.
التكتّف ظاهرة جديدة
وضع اليدين على بعضهما في الصلاة ظاهرة نشأت بعد وفاة رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله . وهنا روايتان حريّتان بالملاحظة، وهما:
الاُولى: رواية أبي حُميد الساعدي۱ التي نقلها مجموعة من محدّثي أهل السنّة، حيث وصف فيها الراوي أبو حُميد كيفية صلاة رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله بحضور مجموعة من الصحابة، وعلى الرغم من أنّه كان بصدد بيان خصائص صلاته إلّا أنّه لا توجد أيّ إشارة إلى وضع الرسول صلى اللّه عليه و آله يده على الاُخرى، وفي الوقت نفسه أيّد الحاضرون بأجمعهم الكيفية التي حكاها، ولم يعترض عليه أحد منهم لعدم الإشارة إلى موضوع التكتّف، مع أنّهم اعترضوا عليه في البداية بأنّه ليس من أعلم الصحابة.
الثانية: رواية حمّاد بن عيسى،۲ فبعد أن نقد الإمامُ الصادق عليه السلام طريقة الصلاة لرجل لم يؤدّ طوال عمره صلاةً كاملة برعاية جميع حدودها، طلب الراوي من الإمام أن يعلّمه الصلاة مرّة اُخرى، فاستقبل عليه السلام القبلة وعلّمه عملياً الصلاة بحدودها وسننها، وكما في الحديث السابق، فمع أنّ الإمام عليه السلام كان بصدد بيان كيفية الصلاة مع رعاية جميع حدودها إلّا أنّه لم تصدر من الراوي أيّ إشارة إلى أنّه عليهم السلام وضع إحدى يديه على الأخرى.