كما هو متعارف بين الناس لبساطته أو لعوامل اُخرى، أي غسل الرجل وصبغ الجدران من الأعلى إلى الأسفل، وربما لم يخطر في ذهنيهما أنّ الطبيب وصاحب البيت بقوليهما: «إلى الركبة» و «إلى السقف» كانا بصدد تعيين جهة واتّجاه العمل المطلوب وآخر نقطة لانتهائه.
وعلى كلّ حال فإنّ ما يمنح هذا الاستنتاج القرآني صفة القاطعية هو الأحاديث المعتبرة الدّالة على التوضّؤ من المرفق نحو رؤوس الأصابع، في مقابل جميع مذاهب أهل السنّة التي ترى أنّ غسل الأيدي في الوضوء يجزي بأيّ نحو كان، على الرغم من أنّ الأفضل - برأيهم - هو البدء من رؤوس الأصابع إلى المفصل.۱
مسح الأرجل أم غسلها؟
ورد حديث عن الإمام الباقر عليه السلام في وصف وضوء رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله بيّن فيه أنّه كان يمسح رجليه، ويؤيّده الحديث الآتي المنقول عن بعض المصادر الروائية لأهل السنّة:
عبّاد بن تميم عن أبيه : رأَيتُ رسولَ اللَّه صلى اللّه عليه و آله يتوَضَّأ و يمسح بالماء على رجلَيه .۲
وكذلك في حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص - الذي يزعم أهل السنّة أنّه دليل على غسل الأرجل في الوضوء، وسننقل الحديث قريباً وننقده - حيث اعترف بجملة «فَجَعَلنا نَمْسَحُ عَلى أرْجُلِنا» بأنّ الطريقة المتّبعة قبله هي المسح.
وعلى هذا الأساس يعتقد أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم أنّ مسح الأرجل من واجبات الوضوء، وغسلهما مرفوض؛ عملاً بسنّة رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله .
وبحث دقيق في المصادر التاريخية يفصح عن أنّ غسل الأرجل في الوضوء لم يكن له وجود إلى سنوات عديدة بعد وفاة الرسول الكريم صلى اللّه عليه و آله ، وفي الأقل إلى نهاية