بحث في كيفيّة صلاة رسول اللَّه(ص)۱
أحد الأسئلة المهمّة عن الصلاة: لماذا يختلف أتباع أهل البيت عليهم السلام وأهل السنّة في بعض المسائل المتعلّقة بها، مثل: كيفيّة الوضوء، والأذان والإقامة، والتكتّف، وقول «آمين» بعد سورة الفاتحة، والقنوت، وغيرها؟ ولمّا كان كتاب اللَّه القرآن الكريم وسيرة الرسول صلى اللّه عليه و آله وسنّته معياراً للبحث والحكم بين الآراء المختلفة، فإذا تعيّن كيف كان يتوضّأ النبي صلى اللّه عليه و آله ويصلّي، فلا يبقى مجال لهذه الاختلافات.
وعلى الرغم من أن توضيح كيفيّة صلاة الرسول صلى اللّه عليه و آله يتطلّب بحثاً موسّعاً نظراً لما أعقبه من أحداث متعلّقة بالموضوع، لكنّنا سنقتصر هنا على أهمّ الملاحظات عن كيفيّتها، وبهذه المناسبة سنشير باختصار إلى طريقة وضوئه وأذانه.
۱ . الوضوء
إن تسليط الضوء على آراء فقهاء المذاهب الإسلاميّة يزيح النقاب عن بروز عدّة اختلافات في موضوع الوضوء، وسنقف على موردين منها مراعاة للاختصار، أوّلهما: جهة واتّجاه غسل اليدين، وثانيهما: مسح القدمين أم غسلهما.
من المناسب أن نبدأ بالآية القرآنيّة الوحيدة المتعلّقة بالوضوء وهي قوله تعالى:
«يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِذا قُمتُم إِلَى الصَّلاةِ فَاغسِلُوا وُجُوهَكُم وَ أَيدِيَكُم إِلَى