فَغَمَزَ بِعَقِبِهِ بِناحِيَةِ الوادي ، فَانفَجَرَ عَينٌ ، فَتَوَضَّأَ جَبرَئيلُ وتَطَهَّرَ الرَّسولُ ثُمَّ صَلَّى الظُّهرَ ، وهِيَ أوَّلُ صَلاةٍ فَرَضَهَا اللَّهُ تَعالى .۱
۱۴.المناقب لابن شهرآشوب : العِباداتُ لَم يُشرَع مِنها مُدَّةَ مُقامِهِ بِمَكَّةَ إلَّا الطَّهارَةُ وَالصَّلاةُ ، وكانَت فَرضاً عَلَيهِ وسُنَّةً لِاُمَّتِهِ ، ثُمَّ فُرِضَتِ الصَّلَواتُ الخَمسُ بَعدَ إسرائِهِ وذلِكَ فِي السَّنَةِ التّاسِعَةِ مِن نُبُوَّتِهِ ، فَلَمّا تَحَوَّلَ إلَى المَدينَةِ فُرِضَ صِيامُ شَهرِ رَمَضانَ فِي السَّنَةِ الثّانِيَةِ مِنَ الهِجرَةِ في شَعبانَ ، وحُوِّلَتِ القِبلَةُ ، وفُرِضَ زَكاةُ الفِطرِ ، وفُرِضَت فيها صَلاةُ العيدِ ، وكانَ فَرضُ الجُمُعَةِ في أوَّلِ الهِجرَةِ بَدَلاً مِن صَلاةِ الظُّهرِ ، ثُمَّ فُرِضَت زَكاةُ الأَموالِ ، ثُمَّ الحَجُّ وَالعُمرَةُ ، وَالتَّحليلُ وَالتَّحريمُ ، وَالحَظرُ۲ وَالإِباحَةُ ، والاِستِحبابُ وَالكِراهَةُ ، ثُمَّ فُرِضَ الجِهادُ ، ثُمَّ وِلايَةُ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام .۳
۱۵.الإمام الصادق عليه السلام- في بَيانِ كَيفِيَّةِ تَشريعِ الصَّلاةِ في لَيلَةِ المِعراجِ بَعدَ أن أمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ بِالوُضوءِ مِن ماءٍ يَسيلُ مِن ساقِ عَرشِهِ - : ثُمَّ أوحَى اللَّهُ عزّ و جلّ إلَيهِ : «يا مُحَمَّدُ ، استَقبِلِ الحَجَرَ الأَسوَدَ وكَبِّرني عَلى عَدَدِ حُجُبِي» فَمِن أجلِ ذلِكَ صَارَ التَّكبيرُ سَبعاً ؛ لِأَنَّ الحُجُبَ سَبعٌ، «فَافتَتِح عِندَ انقِطاعِ الحُجُبِ» فَمِن أجلِ ذلكَ صارَ الاِفتِتاحُ سُنَّةً ، وَالحُجُبُ مُتَطَابِقَةٌ بَينَهُنَّ بِحارُ النّورِ ، وذلِكَ النّورُ الَّذي أنزَلَهُ اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه و آله ؛ فَمِن أجلِ ذلِكَ صارَ الاِفتِتاحُ ثَلاثَ مَرّاتٍ لِافتِتاحِ الحُجُبِ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، فَصارَ التَّكبيرُ سَبعاً وَالِافتِتاحُ ثَلاثاً .
فَلَمّا فَرَغَ مِنَ التَّكبيرِ وَالاِفتِتاحِ أوحَى اللَّهُ إلَيهِ : «سَمِّ بِاسمي» ، فَمِن أجلِ ذلكَ
1.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۱ ص ۴۵ و ۴۶ ، إثبات الوصيّة : ص ۱۲۶ وليس فيه «الظهر» ، روضة الواعظين : ص ۶۲ ، الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۸۳ ح ۱۳۷ نحوه و بحار الأنوار : ج۱۸ ص۱۹۶ ح۳۰ .
2.الحَظرُ : المَنعُ (النهاية : ج ۱ ص ۴۰۴ «حظر») .
3.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۱ ص ۴۳ ، العدد القويّة : ص ۳۴۳ ح ۱۷ ، الدر النظيم : ص۹۸ وفيهما صدره إلى «نبوّته» ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۱۹۴ ح ۲۹ .