33
الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)

جُعِلَ «بِسمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» في أوَّلِ السّورَةِ ، ثُمَّ أوحَى اللَّهُ إلَيهِ : أنِ احمَدني ، فَلَمّا قالَ : «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» قالَ النَّبِيُّ في نَفسِهِ شُكراً ، فَأَوحَى اللَّهُ عزّ و جلّ إلَيهِ : «قَطَعتَ حَمدي فَسَمِّ بِاسمي» ، فَمِن أجلِ ذلكَ جُعِلَ فِي الحَمدِ «الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» مَرَّتَينِ ، فَلَمّا بَلَغَ «وَ لَا الضَّالِّينَ» قالَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله : الحَمدُ لِلّهِ رَبِّ العالَمينَ ؛ شُكراً ، فَأَوحَى اللَّهُ إلَيهِ : «قَطَعتَ ذِكري فَسَمِّ بِاسمي» ، فَمِن أجلِ ذلكَ جُعِلَ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» في أوَّلِ السّورَةِ .
ثُمَّ أوحَى اللَّهُ عزّ و جلّ إلَيهِ : «اقرَأ - يا مُحَمَّدُ - نِسبَةَ رَبِّكَ تَبَارَكَ و تَعالى‏ : «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ * وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ»» ، ثُمَّ أمسَكَ عَنهُ الوَحيُ ، فَقالَ رَسولُ اللَّهُ صلى اللّه عليه و آله : الواحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ ، فَأَوحَى اللَّهُ إلَيهِ : «لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ * وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ»
.
ثُمَّ أمسَكَ عَنهُ الوَحيُ ، فَقالَ رَسولُ اللَّه صلى اللّه عليه و آله : كَذلِكَ اللَّهُ ، كَذلِكَ اللَّهُ رَبُّنا ، فَلَمّا قالَ ذلِكَ أوحَى اللَّهُ إلَيهِ : «اركَع لِرَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ» ، فَرَكَعَ ، فَأَوحَى اللَّهُ إلَيهِ وهُوَ راكِعٌ : «قُل : سُبحَانَ رَبِّيَ العَظيمِ» ، فَفَعَلَ ذلِكَ ثَلاثاً .
ثُمَّ أوحَى اللَّهُ إِلَيهِ : أنِ ارفَع رَأسَكَ يَا مُحَمَّدُ ، فَفَعَلَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله فَقامَ مُنتَصِباً ، فَأَوحَى اللَّهُ عزّ و جلّ إلَيهِ : أنِ اسجُد لِرَبِّكَ يا مُحَمَّدُ ، فَخَرَّ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ساجِداً ، فَأَوحَى اللَّهُ عزّ و جلّ إلَيهِ : «قُل : سُبحَانَ رَبِّيَ الأَعلى‏» ، فَفَعَلَ ذلِكَ ثَلاثاً ، ثُمَّ أوحَى اللَّهُ إلَيهِ : «استَوِ جالِساً يا مُحَمَّدُ» ، فَفَعَلَ ، فَلَمّا رَفَعَ رَأسَهُ مِن سُجودِهِ وَاستَوى‏ جالِساً نَظَرَ إلى‏ عَظَمَتِهِ تَجَلَّت لَهُ ، فَخَرَّ ساجِداً مِن تِلقاءِ نَفسِهِ لا لِأَمرٍ أُمِرَ بِهِ ، فَسَبَّحَ - أيضاً - ثَلاثاً ، فَأَوحَى اللَّهُ إلَيهِ : «انتَصِب قائِماً» ، فَفَعَلَ ، فَلَم يَرَ ما كانَ رَأى مِنَ العَظَمَةِ ؛ فَمِن أجلِ ذلِكَ صَارَتِ الصَّلاةُ رَكعَةً وسَجدَتَينِ .
ثُمَّ أوحَى اللَّهُ عزّ و جلّ إلَيهِ : «اقرَأ بِالحَمدِ لِلّهِ» ، فَقَرَأَها مِثلَ ما قَرَأَ أوَّلاً ، ثُمَّ أوحَى


الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
32

فَغَمَزَ بِعَقِبِهِ بِناحِيَةِ الوادي ، فَانفَجَرَ عَينٌ ، فَتَوَضَّأَ جَبرَئيلُ وتَطَهَّرَ الرَّسولُ ثُمَّ صَلَّى الظُّهرَ ، وهِيَ أوَّلُ صَلاةٍ فَرَضَهَا اللَّهُ تَعالى‏ .۱

۱۴.المناقب لابن شهرآشوب : العِباداتُ لَم يُشرَع مِنها مُدَّةَ مُقامِهِ بِمَكَّةَ إلَّا الطَّهارَةُ وَالصَّلاةُ ، وكانَت فَرضاً عَلَيهِ وسُنَّةً لِاُمَّتِهِ ، ثُمَّ فُرِضَتِ الصَّلَواتُ الخَمسُ بَعدَ إسرائِهِ وذلِكَ فِي السَّنَةِ التّاسِعَةِ مِن نُبُوَّتِهِ ، فَلَمّا تَحَوَّلَ إلَى المَدينَةِ فُرِضَ صِيامُ شَهرِ رَمَضانَ فِي السَّنَةِ الثّانِيَةِ مِنَ الهِجرَةِ في شَعبانَ ، وحُوِّلَتِ القِبلَةُ ، وفُرِضَ زَكاةُ الفِطرِ ، وفُرِضَت فيها صَلاةُ العيدِ ، وكانَ فَرضُ الجُمُعَةِ في أوَّلِ الهِجرَةِ بَدَلاً مِن صَلاةِ الظُّهرِ ، ثُمَّ فُرِضَت زَكاةُ الأَموالِ ، ثُمَّ الحَجُّ وَالعُمرَةُ ، وَالتَّحليلُ وَالتَّحريمُ ، وَالحَظرُ۲ وَالإِباحَةُ ، والاِستِحبابُ وَالكِراهَةُ ، ثُمَّ فُرِضَ الجِهادُ ، ثُمَّ وِلايَةُ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام .۳

۱۵.الإمام الصادق عليه السلام‏- في بَيانِ كَيفِيَّةِ تَشريعِ الصَّلاةِ في لَيلَةِ المِعراجِ بَعدَ أن أمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ بِالوُضوءِ مِن ماءٍ يَسيلُ مِن ساقِ عَرشِهِ - : ثُمَّ أوحَى اللَّهُ عزّ و جلّ إلَيهِ : «يا مُحَمَّدُ ، استَقبِلِ الحَجَرَ الأَسوَدَ وكَبِّرني عَلى‏ عَدَدِ حُجُبِي» فَمِن أجلِ ذلِكَ صَارَ التَّكبيرُ سَبعاً ؛ لِأَنَّ الحُجُبَ سَبعٌ، «فَافتَتِح عِندَ انقِطاعِ الحُجُبِ» فَمِن أجلِ ذلكَ صارَ الاِفتِتاحُ سُنَّةً ، وَالحُجُبُ مُتَطَابِقَةٌ بَينَهُنَّ بِحارُ النّورِ ، وذلِكَ النّورُ الَّذي أنزَلَهُ اللَّهُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه و آله ؛ فَمِن أجلِ ذلِكَ صارَ الاِفتِتاحُ ثَلاثَ مَرّاتٍ لِافتِتاحِ الحُجُبِ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، فَصارَ التَّكبيرُ سَبعاً وَالِافتِتاحُ ثَلاثاً .
فَلَمّا فَرَغَ مِنَ التَّكبيرِ وَالاِفتِتاحِ أوحَى اللَّهُ إلَيهِ : «سَمِّ بِاسمي» ، فَمِن أجلِ ذلكَ

1.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۱ ص ۴۵ و ۴۶ ، إثبات الوصيّة : ص ۱۲۶ وليس فيه «الظهر» ، روضة الواعظين : ص ۶۲ ، الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۸۳ ح ۱۳۷ نحوه و بحار الأنوار : ج‏۱۸ ص‏۱۹۶ ح‏۳۰ .

2.الحَظرُ : المَنعُ (النهاية : ج ۱ ص ۴۰۴ «حظر») .

3.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۱ ص ۴۳ ، العدد القويّة : ص ۳۴۳ ح ۱۷ ، الدر النظيم : ص‏۹۸ وفيهما صدره إلى «نبوّته» ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۱۹۴ ح ۲۹ .

  • نام منبع :
    الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8230
صفحه از 523
پرینت  ارسال به