31
الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)

۱ / ۲

تَشريعُ الصَّلاةِ فِي الإِسلامِ‏

۱۱.المناقب لابن شهرآشوب : إنَّ النَّبِيَّ صلى اللّه عليه و آله لَمّا أتى‏ لَهُ سَبعٌ وثَلاثونَ سَنَةً ، كانَ يَرى‏ في نَومِهِ كَأَنَّ آتِياً أتاهُ فَيَقولُ : «يا رَسولَ اللَّهِ» ، فَيُنكِرُ ذلِكَ ، فَلَمّا طالَ عَلَيهِ الأَمرُ كانَ يَوماً بَينَ الجِبالِ يَرعى‏ غَنَماً لِأَبي طالِبٍ ، فَنَظَرَ إلى‏ شَخصٍ يَقولُ : «يا رَسولَ اللَّهِ» ، فَقالَ لَهُ : مَن أنتَ؟ قالَ : أنا جَبرَئيلُ ، أرسَلَنِيَ اللَّهُ إلَيكَ لِيَتَّخِذَكَ رَسولاً .
فَأَخبَرَ النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله خَديجَةَ بِذلِكَ ، فَقالَت : يا مُحَمَّدُ ، أرجو أن يَكونَ كَذلِكَ .
فَنَزَلَ عَلَيهِ جَبرَئيلُ وأنَزلَ عَليهِ ماءً مِنَ السَّماءِ عَلَّمَهُ الوُضوءَ وَالرُّكوعَ وَالسُّجودَ ، فَلَمّا تَمَّ لَهُ أربَعونَ سَنَةً عَلَّمَهُ حُدودَ الصَّلاةِ ولَم يُنزِل عَلَيهِ أوقاتَها ، فَكانَ يُصَلّي رَكعَتَينِ رَكعَتَينِ في كُلِّ وَقتٍ .۱

۱۲.الكامل في التاريخ : كانَ أوَّلُ شَي‏ءٍ فَرَضَ اللَّهُ مِن شَرائِعِ الإِسلامِ عَلَيهِ بَعدَ الإِقرارِ بِالتَّوحيدِ وَالبَراءَةِ مِنَ الأَوثانِ الصَّلاةَ ، وإنَّ الصَّلاةَ لَمّا فُرِضَت عَلَيهِ صلى اللّه عليه و آله أتاهُ جَبرائيلُ وهُوَ بِأَعلى‏ مَكَّةَ ، فَهَمَزَ لَهُ بِعَقِبِهِ في ناحِيَةِ الوادي ، فَانفَجَرَت فيهِ عَينٌ ، فَتَوَضَّأَ جَبرائيلُ وهُوَ يَنظُرُ إلَيهِ لِيُرِيَهُ كَيفَ الطَّهورُ لِلصَّلاةِ ، ثُمَّ تَوَضَّأَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله مِثلَهُ ، ثُمَّ قامَ جَبرائيلُ فَصَلّى‏ بِهِ ، وصَلَّى النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله بِصَلاتِهِ .۲

۱۳.المناقب لابن شهرآشوب : أدّى‏ إلَيهِ‏[ صلى اللّه عليه و آله ] جَبرَئيلُ الرِّسالَةَ عَنِ اللَّهِ تَعالى‏ ... ثُمَّ كانَ جَبرَئيلُ يأتيهِ ولا يَدنو مِنهُ إلّا بَعدَ أن يَستَأذِنَ عَلَيهِ ، فَأَتاهُ يَوماً وهُوَ بِأَعلى‏ مَكَّةَ ،

1.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۱ ص ۴۴ ، قصص الأنبياء للراوندي : ص ۳۱۷ ح ۳۹۵ ، إعلام الورى‏ : ج ۱ ص ۱۰۲ ، كشف الغمّة : ج ۱ ص ۸۷ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۱۹۴ ح ۳۰ .

2.الكامل في التاريخ : ج ۱ ص ۴۷۹ ، تاريخ الطبري : ج ۲ ص ۳۰۷ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج ۱ ص ۲۶۰ ، دلائل النبوة للبيهقي : ج‏۲ ص‏۱۶۰ ، البداية والنهاية : ج‏۳ ص‏۲۴ كلّها نحوه .


الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
30

بالإعجاز الإلهي في الأيّام الاُولى من ولادته وفي مهده، وأبلغ بوصيّة اللَّه بالصلاة .۱

وصرّحت الأحاديث بتشريع الصلاة في دينه، واعتبرتها واجباً عامّاً على كلّ متّبعيه‏۲ ، كما ذُكرت الصلاة وكيفيتها وفوائدها في الإنجيل الحالي، واعتبرت هي والصوم أهمّ العبادات عند المسيحيين .۳

ختاماً وبمراجعة نصوص الروايات التي سبقت الإشارة إليها، يمكن الاستنتاج أنّ الصلاة - بصفتها تشريعاً عبادياً - كانت قائمّة في كلّ الأديان التوحيدية ، بل هي من أهمّ الأعمال والمناسك في تلك الأديان، وقد ورد ذكرها حتّى في أديان مثل الزرادشتية والصابئية، ويمكننا استقصاء وجوبها من خلال بحث أوسع في الديانات غير المعروفة.

ويسعنا القول باختصار: إنّ الصلاة كانت وما تزال تحظى بين كلّ أتباع الأديان الإلهيّة بمكانة خاصّة ومرموقة ، ولها بالطبع في الإسلام - الذي يمثّل أكمل الأديان التوحيدية وآخرها - أسمى منزلة بين العبادات والمناسك الدينية.

1.انظر مريم: ۳۰ - ۳۱ .

2.راجع: تفسير العيّاشي: ج ۱ ص ۱۷۵ ح ۵۲.

3.عن نموذج إنجيل متّى، الإصحاحان ۱۴و۲۱، قاموس الكتاب المقدّس: ص ۸۸، مقارنة الأديان لأحمد الشبلي: ص ۲۰۲.

  • نام منبع :
    الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8084
صفحه از 523
پرینت  ارسال به