إلهي ! كَيفَ تَطرُدُ مِسكيناً ألفَى إلَيكَ مِنَ الذُّنوبِ هارِباً ؟ ! أم كَيفَ تُخَيِّبُ مُستَرشِداً قَصَدَ إلى جَنابِكَ ساعياً ؟ ! أم كَيفَ تَرُدُّ ظَمآناً وَرَدَ عليك شارِباً ؟ ! كَلّا وحِياضُكَ المُترَعَة في ضَنكِ المَحولِ ، وبابُكُ مَفتوحٌ لطلب الوُغولِ ، وأنتَ غايَةُ السُّؤولِ ، ونِهايَةُ المَأمولِ .
إلهي ! هذِهِ أهوائِيَ المُضِلَّةُ وَكَلتُها إلى جَنابِ لُطفِكَ ورَأفَتِكَ ، وهذِهِ أزِمَّةُ اُموري قلدتها عِقالِ مَشِيَّتِكَ ، وهذِهِ أعباءُ ذُنوبي ذَرَأتُها برَحمَتِكَ ، فَاجعَلِ اللَّهُمَّ صَباحي هذا نازِلاً عَلَيَّ بالسَّلامَةِ فِي الدارينِ ومَسائي جُنَّةً مِن نزغات الهَوى ، إنَّكَ قادِرٌ عَلى ما تَشاءُ ، تُؤتِي المُلكَ مَن تَشاءُ ، وتَنزِعُ المُلكَ مِمَّن تَشاءُ ، وتُعِزُّ مَن تَشاءُ ، وَتُذِلُّ مَن تَشاءُ ، بِيَدِكَ الخَيرُ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، تولِجُ اللَّيلَ فِي النَّهارِ وتولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيلِ ، وتُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وتُخرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ ، وتَرزُقُ مَن تَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ .
سُبحانَكَ لا إله إلا انت مَن يَعلَمُ ما أنتَ ولا يَهابُكَ ؟ ! ومن يقدّر قدرتك ولا يخافك؟ فَلَقتَ بِقُدرَتِكَ الفَلَقَ ، وأنشَرتَ بِكَرَمِكَ دَياجِيَ الغَسَقِ ، وأهمَرتَ المِياهَ مِنَ الصُّمِّ الصيلاخيدِ عَذباً واُجاجاً ، وأنزَلتَ مِنَ السماء ماءً ثَجّاجاً ، وجَعَلتَ الشَّمسَ وَالقَمَرَ لِلبَرِيَّةِ سِراجاً وَهّاجاً ، مِن غَيرِ أن تُمارِسَ فيمَا ابتَدَأتَ بِهِ لُغوباً ولا عِلاجاً .
فَيا مَن تفرد بالبقاء ، وقَهَرَ عِبادَهُ بِالمَوتِ وَالفَناءِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ الأَتقِياءِ ، وَاسمَع نِدائي ، وَاستَجِب دُعائي ، وحَقِّق بِفَضلِكَ أمَلي ورَجائي ، يا خَيرَ مَن انتجع لِكَشفِ الضُّرِّ ، وَالمَأمولِ لِكُلِّ عسر ويسر ، بِكَ أنزَلتُ حاجَتي ، فَلا تَرُدَّني مِن سَنِيِّ مَواهِبِكَ خائِباً ، يا كَريمُ .
ثُمَّ تسجُدُ وتَقولُ :
إلهي ! قَلبي مَحجوبٌ ، وعَقلي مَغلوبٌ ونَفسي مَعيوبَةٌ ، ولِساني مُقِرٌّ بِالذُّنوبِ ،