تسبيحات فاطمة الزهراء عليها السلام التسبيح على التحميد۱؛ ولأنّ هؤلاء الفقهاء كانوا قريبي عهد من عصر الأئمّة عليهم السلام وكانوا هم أنفسهم محدّثين، فبالإمكان اعتبار قولهم ردّاً على القول المشهور.
ويمكن أن نذكر في الإجابة عن هذا القول تصريح الشيخ الصدوق والشيخ الطوسي، حيث جوّزا كلا الشكلين: الترتيب المشهور وغير المشهور، وكان قصدهما من بيان الترتيب غير المشهور: وجوب رعاية الترتيب المشهور، وهو ليس انحصارياً، فكلتا الكيفيتين مشروعة ومطابقة للسنّة.
ويرى بعض الفقهاء المتأخّرين - كصاحب الجواهر - هذا الرأي، بل نسبوه أيضاً إلى العلّامة الحلّي والفيض الكاشاني .۲
ودليل صاحب الجواهر أنّ الاختلاف بين الأحاديث في المسائل المستحبّة لايؤدّي إلى التعارض كي تكون هنالك حاجة إلى الترجيح أو التخيير، بل إنّ التأكيد على جانب واحد في هذا النوع من المواضع يهدف إلى التعريف بالفرد الأحسن والأكمل، وليس ردّاً لجواز الطرف الآخر ومشروعيته.
ويضيف صاحب الجواهر قائلاً:
وربما يُشعر به قول الصادق عليه السلام: وتَبدَأ بالتَّكبيرِ، مع سكوته عن غيره .۳
أيّ إنّ المهمّ البدء بالتكبير، فعدم بيانه الترتيب بين الحمد والتسبيح دالّ على عدم أهمّية ترتيبهما، وما رواه محمّد بن عذافر من فعل الإمام الصادق عليه السلام بتقديمه التحميد على التسبيح،۴لايثبت سوى الجواز، وعلى الأكثر استحبابه، ولا يدلّ على حتميته ونفي الكيفية الاُخرى.