277
الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)

كما أنّ المحدّث البحراني في الحدائق الناضرة - بعد ذكر كلّ الأحاديث وفي نهاية استنتاجه الدلالي والسندي - اعتبر تقديم التحميد على التسبيح هو القول المشهور المتميّز بالقوّة الروائية .۱

وكذلك قال الشيخ محمّد حسن النجفي في كتابه القيّم جواهر الكلام:

المشهور بين الأصحاب شهرة عظيمة - بل في الوسائل: عليه عمل الطائفة - أربع وثلاثون تكبيرة، ثمّ ثلاث وثلاثون تحميدة، ثمّ ثلاث وثلاثون تسبيحة، بل لا خلاف أجده في الفتاوى والنصوص، عدا خبر العلل الذي ستسمعه .۲

دليل الرأي المشهور

الدليل على القول المشهور بسيط وواضح، فكثير من الأحاديث تدلّ على صحّة مدّعاه، حيث يمكن من خلال إحصائية بسيطة إظهار كثرتها بالنسبة إلى أحاديث القول الآخر، وفضلاً عن ذلك فإنّ أسناد الأحاديث الدالّة على القول المشهور قياساً بالأحاديث الاُخرى لها قوّة أكبر ، ولذلك فحتّى إذا اعتبرنا هاتين المجموعتين من الأحاديث مختلفتين أو متعارضتين - علماً أنّنا سنذكر أنّ الأمر ليس كذلك - فالترجيح سيكون مع القول المشهور بناء على الشهرة الروائية والقوّة السندية .۳

الرأي الثاني: تقديم التسبيح على التحميد

يتمثّل دليل القول بتقديم التسبيح على التحميد في أنّ بعض قدماء الفقهاء - مثل الشيخ الصدوق ووالده وابن الجنيد والشيخ الطوسي في بعض كتبه - قدّموا عند بيان

1.راجع: الحدائق الناضرة: ج‏۸ ص ۵۲۳.

2.جواهر الكلام: ج ۱۰ ص ۳۹۹. جدير بالذكر أنّ حديث علل الشرائع مطابق لأحاديث أهل السنّة، كما يطالعنا في إسناده بعض الرواة من أهل السنّة.

3.استند الشيخ يوسف البحراني إلى دليل آخر لدعم الرأي المشهور، ولكنّه لايخلو من ضعف (راجع: جواهر الكلام: ج‏۱۰ ص ۴۰۲) .


الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
276

الشيعية،۱ولذلك فإنّ هذا الاختلاف يمكن حلّه بسهولة .

والاختلاف الآخر في نطاق الأحاديث الشيعية هو في ترتيب «الحمد للَّه» و«سبحان اللَّه»، فالمشهور فيها تقديم «الحمد للَّه» على «سبحان اللَّه»،۲ولا يخالف ذلك سوى بضعة أحاديث. وعلى هذا الأساس ذكر معظم الفقهاء الترتيب الشائع حالياً: أي «اللَّه أكبر» و«الحمد للَّه» و«سبحان اللَّه»، رغم أنّ بعضهم قال بالتخيير، واعتبر كلا الترتيبين مُجازاً ومطابقاً للسنّة.

الرأي المشهور: تقديم التحميد على التسبيح‏

يقول العلّامة الحلّي في كتاب المختلف - الذي يبحث في اختلاف فتاوى فقهاء الشيعة - :

المشهور في تسبيح الزهراء عليها السلام تقديم التكبير ثمّ التحميد ثمّ التسبيح، ذكره الشيخ في النهاية والمبسوط والمفيد في المُقنعة وسَلّار وابن البرّاج وابن إدريس .۳

ويجب القول فيما ذكره العلّامة الحلّي: إن الرجوع المباشر إلى الكتب الفقهية يعطينا النتيجة نفسها .۴

كما اعتبره الشيخ البهائي في مفتاح الفلاح الرأي المشهور، فقال:

ما هو مشهور في التعقيبات والذي يعمل به تقديم الحمد للَّه على سبحان اللَّه .۵

1.راجع: صحيح البخاري: ج‏۳ ص ۱۳۵۸ ح ۳۵۰۲، صحيح مسلم : ج‏۴ ص ۲۰۹۱ ح‏۸۰، سنن أبي داود: ج‏۳ ص ۱۵۰ ح ۲۹۸۷، مسند ابن حنبل: ج‏۱ ص ۲۸۷ ح ۱۱۴۱.

2.راجع : ص ۲۷۲ (كيفيّته) .

3.المختلف: ج‏۲ ص ۱۸۲.

4.راجع: المقنعة: ص ۱۱۰، النهاية: ص ۸۵، المبسوط: ج‏۱ ص ۱۱۷، المراسم العلوية: ص ۷۳، المهذّب: ج‏۱ص ۹۶، السرائر: ج‏۱ ص ۲۳۳، إصباح الشيعة بمصباح الشريعة: ص ۷۸.

5.مفتاح الفلاح: ص ۲۱۳.

  • نام منبع :
    الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8085
صفحه از 523
پرینت  ارسال به