بحث في كيفيّة تسبيح فاطمة الزّهراء۱
أكّدت كثير من الأحاديث استحباب تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام واعتباره من مصاديق «الذكر الكثير» .۲ وتُبيّن هذه الأحاديث - التي نُقلت في الكتب الأربعة للشيعة وبعض الصحاح والمسانيد المشهورة لدى أهل السنّة بطرق مختلفة - أنّ استحباب هذا التسبيح لا يقتصر على تعقيب الصلوات الواجبة أو أيّ صلاة ، بل تمكن قراءته عند النوم أو لرفع بعض المشاكل أيضاً .۳ وتتّفق كلّ هذه الأحاديث على أنّ تسبيحات فاطمة الزهراء عليها السلام تتكوّن من تركيب الأذكار الثلاثة: «اللَّه أكبر» و«الحمد للَّه» و«سبحان اللَّه»، وهي هدية رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله النفيسة إلى ابنته فاطمة عليها السلام . كما تتّفق الأحاديث على عدد كلّ واحد من هذه الأذكار، وكذلك عدد مجموعها، فكلّ الروايات نصّت على أنّ عدد ذكر «اللَّه أكبر» ۳۴ مرّة، و«الحمد للَّه» ۳۳، و«سبحان اللَّه» ۳۳، فيبلغ مجموعها مئة مرّة.
والاختلاف الجزئي الوحيد في ترتيب هذه الأجزاء الثلاثة، فالأحاديث الشيعية أجمعت على أنّ «اللَّه أكبر» هو الذكر الأوّل،۴ إلّا أنّ بعض أحاديث أهل السنّة اعتبرته الذكر الأخير،۵ رغم أنّ مصادر اُخرى اكثر اعتباراً تتّفق في هذا المجال مع الأحاديث
1.كتب هذا البحث الاُستاذ الفاضل الشيخ عبد الهادي المسعودي.
2.راجع: نهج الذكر : ج۲ ص ۸۷ ح۹۳۱-۹۳۳ وج ۱ص ۱۱۵ ح ۱۷۶-۱۷۹ .
3.راجع: الكافي : ج۲ ص ۵۳۶ ح۷ .
4.راجع: وسائل الشيعة: ج۶ ص ۴۴۴ ( باب ۱۰).
5.راجع: مسند ابن حنبل: ج۱ ص ۲۲۷ ح ۸۳۸ وص۳۰۵ ح۱۲۲۸ وج ۸ ص ۱۶۶ ح۲۱۷۶۸، تاريخ بغداد: ج۳ ص۲۴، المستدرك على الصحيحين: ج۳ ص ۱۶۵ ح ۴۷۲۴ و... .