بحثٌ في الصّلاة عند الاُمم السالفة۱
الصلاة - عمود الدين الإسلامي المنيع ورمز التديّن والعبودية - حظيت باهتمام كلّ الأديان السماوية، ولم تختلف إلّا في أشكالها وآدابها أو مقدارها. فعديد من الآيات والأحاديث تثبت تشريع الصلاة في الأديان السابقة، كما تخبر نصوص العهدين القديم والجديد ( التوراة والإنجيل ) بوضوح عن تشريع الصلاة في الديانتين اليهودية والمسيحية.
ورغم أنّ الوثائق التي وصلتنا لا تقدّم صورة دقيقة كاملة عن الصلاة في الأديان السالفة، إلا أنّها تدلّ على استمرار وجودها في ديانات كلّ الأنبياء. وقد قدّمنا - قبل ذلك - الأحاديث الدالّة على هذا الموضوع، وسنكتفي هنا بالإشارة إلى خلاصتها ونتيجتها النهائية.
يصرّح القرآن الكريم في سورة مريم بوجود الصلاة لدى عدّة اُمم ،۲ وكما تدلّ رواية الكليني۳ عن رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله على إقامة الصلاة من قبل اليهود والمسيحيين، فإن أحاديث من قبيل: «وهي مِنهاجُ الأنبياءِ»۴ و«لا خَيرَ في دينٍ لا رُكوعَ فيهِ ولا