239
الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)

أنكَرَهُ وجَحَدَهُ ولَم يُؤمِن بِهِ أدخَلَهُ اللَّهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً مُخَلَّداً لا يَنفَكُّ عَنها أبَداً.
وأمّا قَولُهُ : «حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ» أي هَلُمّوا إلى‏ خَيرِ أعمالِكُم ودَعوَةِ رَبِّكُم، وسارِعوا إلى‏ مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم ، وإطفاءِ نارِكُمُ الَّتي أوقَدتُموها ، وفِكاكِ رِقابِكُمُ الَّتي رَهَنتُموها ، لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنكُم سَيِّئاتِكُم ، ويَغفِرَ لَكُم ذُنوبَكُم ، ويُبَدِّلَ سَيِّئاتِكُم حَسَناتٍ ، فَإِنَّهُ مَلِكٌ كَريمٌ ذُو الفَضلِ العَظيمِ ، وقَد أذِنَ لَنا مَعاشِرَ المُسلِمينَ بِالدُّخولِ في خِدمَتِهِ ، وَالتَّقَدُّمِ إلى‏ بَينِ يَدَيهِ .
وفِي المَرَّةِ الثّانِيَةِ: «حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ» أي قوموا إلى‏ مُناجاةِ اللَّهِ رَبِّكُم ، وعَرضِ حاجاتِكُم‏۱ عَلى‏ رَبِّكُم ، وتَوَسَّلوا إلَيهِ بِكَلامِهِ وتَشَفَّعوا بِهِ ، وأكثِرُوا الذِّكرَ وَالقُنوتَ وَالرُّكوعَ وَالسُّجودَ وَالخُضوعَ وَالخُشوعَ ، وَارفَعوا إلَيهِ حَوائِجَكُم ، فَقَد أذِنَ لَنا في ذلِكَ .
وأمّا قَولُهُ : «حَيَّ عَلَى الفَلاحِ» فَإِنَّهُ يَقولُ : أقبِلوا إلى‏ بَقاءٍ لا فَناءَ مَعَهُ ، ونَجاةٍ لا هَلاكَ مَعَها ، وتَعالَوا إلى‏ حَياةٍ لا مَوتَ مَعَها ، وإلى‏ نَعيمٍ لا نَفادَ لَهُ ، وإلى‏ مُلكٍ لا زَوالَ عَنهُ ، وإلى‏ سُرورٍ لا حُزنَ مَعَهُ ، وإلى‏ اُنسٍ لا وَحشَةَ مَعَهُ ، وإلى‏ نورٍ لا ظُلمَةَ مَعَهُ ، وإلى‏ سَعَةٍ لا ضيقَ مَعَها ، وإلى‏ بَهجَةٍ لَا انقِطاعَ لَها ، وإلى‏ غِنىً لا فاقَةَ مَعَهُ ، وإلى‏ صِحَّةٍ لا سُقمَ مَعَها ، وإلى‏ عِزٍّ لا ذُلَّ مَعَهُ ، وإلى‏ قُوَّةٍ لا ضَعفَ مَعَها ، وإلى‏ كَرامةٍ يا لَها مِن كَرامَةٍ ، وَاعجَلوا إلى‏ سُرورِ الدُّنيا وَالعُقبى‏ ، ونَجاةِ الآخِرَةِ وَالاُولى‏ .
وفِي المَرَّةِ الثّانِيَةِ: «حَيَّ عَلَى الفَلاحِ» فَإِنَّهُ يَقولُ : سابِقوا إلى‏ ما دَعَوتُكُم إلَيهِ ، وإلى‏ جَزيلِ الكَرامَةِ وعَظيمِ المِنَّةِ وسَنِيِ‏۲ النِّعمَةِ وَالفَوزِ العَظيمِ ، ونَعيمِ الأَبَدِ في جِوارِ مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه و آله محمّد۹، ۱۰ في مَقعَدِ صِدقٍ عِندَ مَليكٍ مُقتَدِرٍ .

1.في بعض نسخ المصدر : «حاجتكم» .

2.السنيّ : الرفيع (الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۸۴ «سنا»).


الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
238

وَالوَجهُ الآخَرُ: «اللَّهُ أكبَرُ» كَأَنَّهُ يَقولُ : اللَّهُ أعلى‏ وأجَلُّ ، وهُوَ الغَنِيُّ عَن عِبادِهِ ، لا حاجَةَ بِهِ إلى‏ أعمالِ خَلقِهِ .
وأمّا قَولُهُ : «أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ» فَإِعلامٌ بِأَنَّ الشَّهادَةَ لا تَجوزُ إلّا بِمَعرِفَتِهِ مِنَ القَلبِ ، كَأَنَّهُ يَقولُ : أعلَمُ أنَّهُ لا مَعبودَ إلَّا اللَّهُ عزّ و جلّ ، وأنَّ كُلَّ مَعبودٍ باطِلٌ سِوَى اللَّهِ عزّ و جلّ ، واُقِرُّ بِلِساني بِما في قَلبي مِنَ العِلمِ بِأَنَّهُ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ ، وأشهَدُ أنَّهُ لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إلّا إلَيهِ ، ولا مَنجى‏ مِن شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ وفِتنَةِ كُلِّ ذي فِتنَةٍ إلّا بِاللَّهِ .
وفِي المَرَّةِ الثّانِيَةِ: «أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ» مَعناهُ : أشهَدُ أن لا هادِيَ إلَّا اللَّهُ ، ولا دَليلَ لي إلَى الدّينِ إلَّا اللَّهُ ، واُشهِدُ اللَّهَ بِأَنّي أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ ، واُشهِدُ سُكّانَ السَّماواتِ وسُكّانَ الأَرَضينَ وما فيهِنَّ مِنَ المَلائِكَةِ وَالنّاسِ أجمَعينَ ، وما فيهِنَّ مِنَ الجِبالِ وَالأَشجارِ وَالدَّوابِّ وَالوُحوشِ وكُلِّ رَطبٍ ويابِسٍ ، بِأَنّي أشهَدُ أن لا خالِقَ إلَّا اللَّهُ ، ولا رازِقَ ولا مَعبودَ ولا ضارَّ ولا نافِعَ ولا قابِضَ ولا باسِطَ ولا مُعطِيَ ولا مانِعَ ولا ناصِحَ ولا كافِيَ ولا شافِيَ ولا مُقَدِّمَ ولا مُؤَخِّرَ إلَّا اللَّهُ ، لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ ، وبِيَدِهِ الخَيرُ كُلُّهُ ، تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ العالَمينَ .
وأمّا قَولُهُ : «أشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللَّهِ» يَقولُ : اُشهِدُ اللَّهَ أنَّهُ لا إلهَ إلّا هُوَ ، وأنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ ونَبِيُّهُ وصَفِيُّهُ ونَجِيُّهُ ، أرسَلَهُ إلى‏ كافَّةِ النّاسِ أجمَعينَ بِالهُدى‏ ودينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ ولَو كَرِهَ المُشرِكونَ ، واُشهِدُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالمُرسَلينَ وَالمَلائِكَةِ وَالنّاسِ أجمَعينَ أنَّ مُحَمَّداً سَيِّدُ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ .
وفِي المَرَّةِ الثّانِيَةِ: «أشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسولُ اللَّهِ» يَقولُ : أشهَدُ أن لا حاجَةَ لِأَحَدٍ إلى‏ أحَدٍ إلّا إلَى اللَّهِ الواحِدِ القَهّارِ الغَنِيِّ عَن عِبادِهِ وَالخَلائِقِ وَالنّاسِ أجمَعينَ ، وأنَّهُ عزّ و جلّ أرسَلَ مُحَمَّداً إلَى النّاسِ بَشيراً ونَذيراً وداعِياً إلَى اللَّهِ بِإِذنِهِ وسِراجاً مُنيراً ، فَمَن

  • نام منبع :
    الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11425
صفحه از 523
پرینت  ارسال به