رُكبَتَيكَ ولكِن تُحَرِّفُهُما عَن ذلِكَ شَيئًا ، وابسُطهُما عَلَى الأَرضِ بَسطًا واقبِضهُما إلَيكَ قَبضًا ، وإن كانَ تَحتَهُما ثَوبٌ فَلا يَضُرُّكَ ، وإن أفضَيتَ بِهِما إلى الأَرضِ فَهُوَ أفضَلُ ، ولا تُفَرِّجَنَّ بَينَ أصابِعِكَ في سُجودِكَ ولكِن ضُمَّهُنَّ جَميعًا .
وإذا قَعَدتَ في تَشَهُّدِكَ فَأَلصِق رُكبَتَيكَ بِالأَرضِ وفَرِّج بَينَهُما شَيئًا ، وليَكُن ظاهِرُ قَدَمِكَ اليُسرى عَلَى الأَرضِ وظاهِرُ قَدَمِكَ اليُمنى عَلَى باطِنِ قَدَمِكَ اليُسرى وإليَتاكَ عَلَى الأَرضِ وطَرَفُ إبهامِكَ اليُمنى عَلَى الأَرضِ ، وإيّاكَ والقُعودَ عَلى قَدَمَيكَ فَتَتَأَذّى بِذلِكَ ، ولا تَكُن قاعِدًا عَلَى الأَرضِ فَتَكونَ إنَّما قَعَدَ بَعضُكَ عَلى بَعضٍ فَلا تَصبِرَ لِلتَّشَهُّدِ والدُّعاءِ .۱
۶۵۳.الكافي عن حَمّاد بن عيسى : قالَ لي أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام يَومًا : يا حَمّادُ ، تُحسِنُ أن تُصَلِّيَ؟ قالَ : فَقُلتُ : يا سَيِّدي ، أنا أحفَظُ كِتابَ حَريزٍ فِي الصَّلاةِ .
فَقالَ : لا عَلَيكَ يا حَمّادُ ، قُم فَصَلِّ .
قالَ : فَقُمتُ بَينَ يَدَيهِ مُتَوَجِّهًا إلَى القِبلَةِ ، فَاستَفتَحتُ الصَّلاةَ فَرَكَعتُ وسَجَدتُ .
فَقالَ : يا حَمّادُ ، لا تُحسِنُ أن تُصَلِّيَ ؟! ما أقبَحَ بِالرَّجُلِ مِنكُم يَأتي عَلَيهِ سِتّونَ سَنَةً ، أو سَبعونَ سَنَةً فَلا يُقيمُ صَلاةً واحِدَةً بِحُدودِها تامَّةً!
قالَ حَمّادٌ : فَأَصابَني في نَفسِيَ الذُّلُّ ، فَقُلتُ : جُعِلت فِداكَ ، فَعَلِّمنِي الصَّلاةَ .
فَقامَ أبو عَبدِ اللَّهِ مُستَقبِلَ القِبلَةِ مُنتَصِبًا ، فَأَرسَلَ يَدَيهِ جَميعًا عَلى فَخِذَيهِ ، قَد ضَمَّ أصابِعَهُ وقَرَّبَ بَينَ قَدَمَيهِ حَتّى كانَ بَينَهُما قَدرَ ثَلاثِ أصابِعَ مُنفَرِجاتٍ ، واستَقبَلَ بِأصابِعِ رِجلَيهِ جَميعًا القِبلَةَ لَم يُحَرِّفهُما عَنِ القِبلَةِ ، وقالَ بِخُشوعٍ : «اللَّهُ أكبَر» ، ثُمَّ قَرَأ الحَمدَ بِتَرتيلٍ و«قُل هُوَ اللَّهُ أحَدٌ» ، ثمّ صَبَرَ هُنَيَّةً بِقَدرِ مايَتَنَفَّسُ وهُوَ