توضيح‏

الروايات المذكورة وكذلك أقوال المفسّرين تكشف عن أنّ الآية ۱۱۰ من سورة الإسراء ناظرة إلى إفراط والتفريط في الجهر والإخفات في قراءة الصلاة ، وأنّ قوله : «وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذَ لِكَ سَبِيلاً» تأكيد لاختيار الحدّ الوسط في القراءة ؛ بأن لا يجهر المصلّي بها إلى حد الصياح ، وأن لا يكتفي بحركة شفتيه من شدّة الإخفات .

وعلى هذا الأساس يتّضح أنّ الجهر والإخفات في الآية الكريمة المشار إليها غير الجهر والإخفات في الاصطلاح الفقهي الذي يعني الجهر في قراءة الحمد والسورة التي بعدها في صلاة الصبح والمغرب والعشاء، والإخفات في قراءتهما في صلاتي الظهر والعصر .

۶ / ۴

أحكامُ القِراءَةِ وآدابُها

۶ / ۴ - ۱

مُراعاةُ حَدِّ الجَهرِ وَالإِخفاتِ‏

الكتاب :

«وَ لَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَ لَا تُخَافِتْ بِهَا وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذَ لِكَ سَبِيلاً» .^۱

الحديث :

۴۶۰.الإمام الصادق عليه السلام‏- في قَولِهِ عزّ و جلّ : «وَ لَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَ لَا تُخَافِتْ بِهَا» - : الجَهرُ بِها رَفعُ الصَّوتِ ، وَالتَّخافُتُ ما لَم تَسمَع بِأُذُنِكَ ، وَاقرَأ ما بَينَ ذلِكَ .^۲

۴۶۱.الكافي عن عبد اللَّه بن سنان : قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام : عَلَى الإِمامِ أن يُسمِعَ مَن خَلفَهُ وإن كَثُروا؟
فَقالَ : لِيَقرَأ قِراءَةً وَسَطاً، يَقولُ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالى‏ : «وَ لَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَ لَا تُخَافِتْ بِهَا» .^۳

۴۶۲.الكافي عن سَماعة : سَأَلتُهُ‏^۴ عَن قَولِ اللَّهِ عزّ و جلّ : «وَ لَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَ لَا تُخَافِتْ بِهَا» ، قالَ : المُخافَتَةُ : ما دونَ سَمعِكَ ، وَالجَهرُ : أن تَرفَعَ صَوتَكَ شَديداً .^۵