165
الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)

التَّواضُعُ في الصَّلاةِ، وأن يُقبِلَ العَبدُ بِقَلبِهِ كُلِّهِ عَلى رَبِّهِ عَزَّوَجَلَّ .۱

وفُسّر أحياناً بالتواضع الظاهري، كما قال الإمام الصادق عليه السلام في تفسير الآية الثانية من سورة المؤمنون:
الخُشوعُ غَضُّ البَصَرِ في الصَّلاةِ .۲

واستُخدم أحياناً في التواضع القلبي وعدم الالتفات إلى هذا الجانب أو ذاك، كما جاء في حديثٍ للإمام علي عليه السلام في تفسير الآية نفسها:
الخُشوعُ في القَلبِ، وأن تُلِينَ كَتفَكَ لِلمَرءِ المُسلِمِ، وأن لا تَلتَفِتَ في صَلاتِكَ .۳

واستُخدم في بعض الأحاديث في التواضع المطلق وبكلّ كيان الإنسان أمام الخالق، مثل ما نُقل في دعاء الركوع عن الإمام الباقر عليه السلام:
اللَّهُمَّ... خَشَعَ لَكَ قَلبي وسَمعي وبَصَري وشَعري وبَشَري ولَحمي ودَمي ومُخّي وعِظامي وعَصَبي وما أَقَلَّتهُ قَدَمايَ، غَيرَ مُستَنكِفٍ ولا مُستَكبِرٍ ولا مُستَحسِرٍ .۴

الخشوع المطلوب في الصلاة

الملاحظة اللافتة للنظر في تفسير الخشوع هي أنّه على الرغم من أنّ الخشوع يشمل التواضعين الظاهر والباطن من وجهة نظر الكتاب والسنّة، ولكن ممّا لاشكّ فيه أنّ المراد هو الخشوع القلبي والباطني ، فعندما يتحقّق هذا المعنى يحصل بعده الخشوع الظاهري تلقائياً، كما روي عن الإمام عليّ عليه السلام:
مَن خَشَعَ قَلبُهُ للَّهِ‏ِ عَزَّوَجَلَّ خَشَعَت جَوارِحُهُ فَلا يَعبَث بِشَي‏ءٍ .۵

1.راجع: ح ۱۰۰۶.

2.راجع: ح‏۴۰۶.

3.راجع: ح ۴۰۴.

4.راجع: ح ۵۸۱.

5.راجع: ح ۴۲۸.


الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
164

الخاء والشين والعين أصل واحد يدلّ على التطامن، يقال: خشع إذا تطامن وطأطأ رأسه، يخشع خشوعاً، وهو قريب المعنى من الخضوع، إلاّ أنّ الخضوع في البدن والإقرار بالاستخذاء، والخشوع في الصوت والبصر .۱

واستناداً إلى هذا التعريف والتعاريف المشابهة، فإنّ الخشوع نوع خاصّ من إظهار التواضع في مقابل الآخر، ولا تدلّ هذه الكلمة على التواضع الباطني إلّا على سبيل الملازمة.

وبناء على ذلك فالخشوع في اللغة هو مجرد صفة ظاهرية يوصف بها الجسم والأفعال الظاهرية للإنسان.

الخشوع في الكتاب والسنّة

نُسب الخشوع في القرآن الكريم إلى قلب الإنسان أحياناً، مثل:
«أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَ مَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِ‏ّ» .۲

ووصفت به عين الإنسان أحياناً، مثل:
«خَشِعَةً أَبْصَرُهُمْ» .۳

وقد توصف به الأصوات، مثل:
«وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا » .۴

وبناء على ذلك فالخشوع في المنظار القرآني يشمل التواضعين الظاهري والباطني، كما فُسّر الخشوع في أحاديث أهل البيت عليهم السلام أحياناً بالتواضع الباطني والالتفات القلبي الكامل إلى اللَّه تعالى، فنُقل عن رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله في تفسير الخشوع قوله :

1.معجم مقاييس اللغة: ج‏۲ ص ۱۸۲.

2.الحديد: ۱۶.

3.القلم: ۴۳.

4.طه: ۱۰۸.

  • نام منبع :
    الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9833
صفحه از 523
پرینت  ارسال به