الخاء والشين والعين أصل واحد يدلّ على التطامن، يقال: خشع إذا تطامن وطأطأ رأسه، يخشع خشوعاً، وهو قريب المعنى من الخضوع، إلاّ أنّ الخضوع في البدن والإقرار بالاستخذاء، والخشوع في الصوت والبصر .۱
واستناداً إلى هذا التعريف والتعاريف المشابهة، فإنّ الخشوع نوع خاصّ من إظهار التواضع في مقابل الآخر، ولا تدلّ هذه الكلمة على التواضع الباطني إلّا على سبيل الملازمة.
وبناء على ذلك فالخشوع في اللغة هو مجرد صفة ظاهرية يوصف بها الجسم والأفعال الظاهرية للإنسان.
الخشوع في الكتاب والسنّة
نُسب الخشوع في القرآن الكريم إلى قلب الإنسان أحياناً، مثل:
«أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَ مَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ» .۲
ووصفت به عين الإنسان أحياناً، مثل:
«خَشِعَةً أَبْصَرُهُمْ» .۳
وقد توصف به الأصوات، مثل:
«وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا » .۴
وبناء على ذلك فالخشوع في المنظار القرآني يشمل التواضعين الظاهري والباطني، كما فُسّر الخشوع في أحاديث أهل البيت عليهم السلام أحياناً بالتواضع الباطني والالتفات القلبي الكامل إلى اللَّه تعالى، فنُقل عن رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله في تفسير الخشوع قوله :