بُنيَّ! حاول أن تحقّق هذا النصر، أو حاول - على الأقلّ - بلوغ بعض مراحله، اجتهد وحدّ من الأهواء النفسية التي لاحدّ ولا حصر لها، واستعن باللَّه المتعالي ، جلّ وعلا فمن دون عونه لايبلغ الإنسان شيئاً. والصلاة التي هي معراج العارفين وسفر العاشقين هي سبيل الوصول إلى هذا الهدف ، ولو وُفّقت ووفّقنا لتحقيق ركعة منها ولمشاهدة الأنوار المكنونة فيها وأسرارها المرموزة ولو على قدر طاقتنا، فإنّنا نكون بذلك قد بلغنا شيئاً من مقصد أولياء اللَّه، وشاهدنا شبحاً من صلاة معراج سيّد الأنبياء والعرفاء - عليه وعليهم وعلى آله الصلاة والسلام - ونحن نرجو من اللَّه المنّان أن يمنّ علينا وعليكم بهذه النعمة العظيمة» .۱
إنّ الأشخاص الذين وُفّقوا لأداء الصلاة - بالوصف الذي وردت الإشارة إليه في كلام الإمام الخميني رحمه اللّه - يعلمون أنّ اللذّة التي يحصل عليها أهل المعرفة من الصلاة لا يمكن مقارنتها مع أيّ لذّة اُخرى.
أسمى من اللذات المادّية
نقل آية اللَّه بهجت في تلذّذ أولياء اللَّه من الصلاة قائلاً:
كان أُستاذنا في الأخلاق بالنجف السيّد القاضي رحمه اللّه يقول: لو أنّهم عرفوا لذّة الصلاة لعلموا أن لا لذّة في الدنيا أسمى من الصلاة .
وبعد أن نقل لي نجل آية اللَّه بهجت هذا القول عن أبيه الجليل، أضاف قائلاً: إنّه كان يُصاب بالضعف بسبب كثرة الصلاة ؛ ولذلك فقد عزمنا على أن نقلّل من صلواته المستحبّة، ولكنّه كان يقول:
لو أنّ سلاطين العالم علموا عظم اللذّات التي يحصل عليها الإنسان عند الصلاة، لما سعوا وراء اللذائذ المادّية أبداً .