15
الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)

ألذّ من الجنّة!

نقل لي آية اللَّه السيّد أحمد الفِهري‏۱ رحمه اللّه :

سمعت بنفسي من السيّد علي القاضي أنّه قال: منذ مدّة وأنا أفكّر فيما لو أنّنا فيما مُنعنا من الصلاة في الجنّة، فماذا سنفعل؟!

وأضاف آية اللَّه الفهري:

أنّه كان يلفظ الجملة المذكورة باللهجة التركية العذبة .

كما نقل آية اللَّه الفهري قائلاً:

كان السيّد علي أكبر البصير۲ يقول: حدثت لي لمدّة عشرة أيّام حالة كانت تحلّ لي أيّة مشكلة اُواجهها؛ فقد حدثت لي شبهة خلال الصلاة، وهي: كيف يمكن لأشخاص مثل اُويس القرني وغيره أن يبقوا في حالة السجود ليلة كاملة حتّى الصباح؟ ثمّ هويت إلى الركوع وأنا اُفكر في ذلك وقلت: «سبحان ربّي العظيم وبحمده»، فشعرت بلذّة كبيرة، فكرّرت الذكر فازدادت لذّتي، وكانت لذّتي تزداد كلّما كرّرت هذا الذكر... وهكذا زالت شبهتي، فأهل المعرفة لايملّون من الاُنس باللَّه؛ لإحساسهم باللذّة من الناحية المعنوية .

وقد نقل الشيخ آية اللَّه بهجت ما يلي :

كان الميرزا حسين ابن الميرزا خليل الطهراني‏۳ يقول وهو في سنّ التاسعة عشرة: إنّ الأكل بالنسبة لي كمل‏ء كيس، فلم أكن أشعر بأيّة لذّة من تناول الطعام، بل كنت ألتذّ بالصلاة .

1.ممثّل الإمام الخميني في سورية ، وإمام جمعة الزينبية في دمشق. نقل لي هذا القول في سورية بتاريخ ۱۶ / ۸ / ۱۳۷۷ ش (۱۷ / رجب / ۱۴۱۹ ه ) .

2.من خريجي الحوزة العلمية في قم، كانت له حجرة في المدرسة الرضوية، ورأيته في بداية دراستي في الحوزة في أربعينيات التاريخ الهجري الشمسي، وكنت أزوره في حجرته أحياناً.

3.هو آية اللَّه الميرزا حسين الخليلي الطهراني (م ۱۳۲۶ ه ) ، من مراجع التقليد المشهورين في النجف، ومن المدافعين عن الحركة الدستورية.


الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
14

بُنيَّ! حاول أن تحقّق هذا النصر، أو حاول - على الأقلّ - بلوغ بعض مراحله، اجتهد وحدّ من الأهواء النفسية التي لاحدّ ولا حصر لها، واستعن باللَّه المتعالي ، جلّ وعلا فمن دون عونه لايبلغ الإنسان شيئاً. والصلاة التي هي معراج العارفين وسفر العاشقين هي سبيل الوصول إلى هذا الهدف ، ولو وُفّقت ووفّقنا لتحقيق ركعة منها ولمشاهدة الأنوار المكنونة فيها وأسرارها المرموزة ولو على قدر طاقتنا، فإنّنا نكون بذلك قد بلغنا شيئاً من مقصد أولياء اللَّه، وشاهدنا شبحاً من صلاة معراج سيّد الأنبياء والعرفاء - عليه وعليهم وعلى آله الصلاة والسلام - ونحن نرجو من اللَّه المنّان أن يمنّ علينا وعليكم بهذه النعمة العظيمة» .۱

إنّ الأشخاص الذين وُفّقوا لأداء الصلاة - بالوصف الذي وردت الإشارة إليه في كلام الإمام الخميني رحمه اللّه - يعلمون أنّ اللذّة التي يحصل عليها أهل المعرفة من الصلاة لا يمكن مقارنتها مع أيّ لذّة اُخرى.

أسمى من اللذات المادّية

نقل آية اللَّه بهجت في تلذّذ أولياء اللَّه من الصلاة قائلاً:

كان أُستاذنا في الأخلاق بالنجف السيّد القاضي رحمه اللّه يقول: لو أنّهم عرفوا لذّة الصلاة لعلموا أن لا لذّة في الدنيا أسمى من الصلاة .

وبعد أن نقل لي نجل آية اللَّه بهجت هذا القول عن أبيه الجليل، أضاف قائلاً: إنّه كان يُصاب بالضعف بسبب كثرة الصلاة ؛ ولذلك فقد عزمنا على أن نقلّل من صلواته المستحبّة، ولكنّه كان يقول:

لو أنّ سلاطين العالم علموا عظم اللذّات التي يحصل عليها الإنسان عند الصلاة، لما سعوا وراء اللذائذ المادّية أبداً .

1.صحيفة الإمام: ج‏۲۰ ص ۱۵۵ - ۱۵۶.

  • نام منبع :
    الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9555
صفحه از 523
پرینت  ارسال به