13
الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)

اللَّهِ جَلَّ وعَلا .۱

ويرى آية اللَّه بهجت - رضوان اللَّه عليه - أنّ بمقدور السالك أن يصل إلى حالة تَداوم الذكر من خلال استغلال الصلاة، وأن ينال الشهود التامّ بتداوم الذكر. وهو يقول مجيباً عن التساؤل بشأن طريق تداوم الذكر:

التوجّه إلى الصلاة، فإن صَحّت الصلاة صحّ كلّ شي‏ء.

واعلم أنّ كلّ شي‏ء من عملك تبع لصلاتك .۲

الصلاة هي مقياس الشوق .۳

كما قال:

إنّ سبيل بلوغ الشهود هو مراقبة ذكر اللَّه وعدم الفقدان الاختياري للالتفاتات التي قد تحصل للإنسان أحياناً. ولا أهمّية للغفلة غير الاختيارية ، فإنّ عدم فقدان الواضحات يؤدّي إلى بلوغ الشهود التامّ .

كما يعتبر الإمام الخميني - رضوان اللَّه عليه - الصلاة طريق الانتصار في الجهاد الأكبر، فكتب مخاطباً ابنه المرحوم السيّد أحمد الخميني:

«ولدي اخلع عنك ثوب الأنانية والعُجب، فهو إرث الشيطان الذي عَصى أمر اللَّه تعالى في الخضوع لوليّه وصفيّه جلّ وعلا بسبب العُجب والأنانية . واعلم أنّ كلّ بلايا بني آدم سببها هذا الإرث الشيطاني الذي هو أصل اُصول الفتنة. وربّما كانت الآية الشريفة : «وَقَتِلُوهُمْ حَتَّى‏ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ» ،۴إشارة في بعض مراحلها إلى الجهاد الأكبر ومقاتلة أصل الفتنة وهي الشيطان الأكبر وجنوده، والتي تمتدّ جذورهم في أعماق قلوب البشر. وعلى كلّ شخص أن يجاهد من أجل إزالة الفتنة من داخله وخارجه ، وهو الجهاد الذي إن تكلّل بالنجاح سيصلح كلّ شي‏ء وكلّ شخص.

1.راجع : ص ۲۳۶ ح ۶۵۶.

2.راجع: ح‏۱۰۹.

3.زمزم العرفان: ص ۱۳۱.

4.البقرة : ۱۹۳ .


الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
12

الحكمة التفصيلية للصلاة

فضلاً عن آيات وروايات الفصل الثالث من هذا الكتاب في بيان الحكمة من الصلاة، فكلّ النصوص المتعلّقة بخصائص الصلاة وآثارها وبركاتها هي في الحقيقة إشارة إلى الحكمة التفصيلية من هذه العبادة العظيمة؛ واستناداً إلى هذه التعاليم فإن اُقيمت الصلاة بآدابها وشروطها، فإنّها تطهّر الإنسان في المرحلة الاُولى من الأرجاس الخلقية والسلوكية، وتبعد الشيطان عنه .

والصلاة تزيد من مقاومة الإنسان إزاء مصاعب الحياة، وتزيل القلق والاضطراب والحزن، وتبعث الاطمئنان في الروح؛ ولذلك كان أئمّة الدين يلوذون بالصلاة في الشدائد.

كما أنّ ملائكة اللَّه تدعو للمصلّي، وتشمله الرحمة الإلهيّة، ويقترب دعاؤه من الإجابة.

أفضل بركات الصلاة

والأفضل من جميع البركات هو أنّ الصلاة تنير الروح أكثر فأكثر، بحيث يصبح القلب مظهر أنوار جمال اللَّه سبحانه وجلاله، وهكذا يُوفّق المصلّي للقاء المعبود . يقول آية اللَّه محمّد تقي بهجت رحمه اللّه بهذا الشأن:
إنّ اُولى مراتب لقاء اللَّه [للعبد] هو أن يحصل له اُنس ورجاء في الصلاة، وإنّ أسمى مراتب لقاء اللَّه هي الحالة التي اُشير إليها في حديث «قرب النوافل» ۱

وهكذا فإنّ الصلاة معراج العارفين، ووقت الصلاة هو بالنسبة إلى المصلّين الحقيقيين وقت لقائهم باللَّه سبحانه، كما جاء في رواية عن أمير المؤمنين عليه السلام في تفسير: «قد قامت الصلاة»:

أي : حانَ وَقتُ الزّيارَةِ والمُناجاةِ وقَضاءِ الحَوائِجِ ودَركِ المُنى والوُصولِ إلى

1.راجع: زمزم العرفان:ص‏۱۳۲.

  • نام منبع :
    الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9540
صفحه از 523
پرینت  ارسال به