الحكمة التفصيلية للصلاة
فضلاً عن آيات وروايات الفصل الثالث من هذا الكتاب في بيان الحكمة من الصلاة، فكلّ النصوص المتعلّقة بخصائص الصلاة وآثارها وبركاتها هي في الحقيقة إشارة إلى الحكمة التفصيلية من هذه العبادة العظيمة؛ واستناداً إلى هذه التعاليم فإن اُقيمت الصلاة بآدابها وشروطها، فإنّها تطهّر الإنسان في المرحلة الاُولى من الأرجاس الخلقية والسلوكية، وتبعد الشيطان عنه .
والصلاة تزيد من مقاومة الإنسان إزاء مصاعب الحياة، وتزيل القلق والاضطراب والحزن، وتبعث الاطمئنان في الروح؛ ولذلك كان أئمّة الدين يلوذون بالصلاة في الشدائد.
كما أنّ ملائكة اللَّه تدعو للمصلّي، وتشمله الرحمة الإلهيّة، ويقترب دعاؤه من الإجابة.
أفضل بركات الصلاة
والأفضل من جميع البركات هو أنّ الصلاة تنير الروح أكثر فأكثر، بحيث يصبح القلب مظهر أنوار جمال اللَّه سبحانه وجلاله، وهكذا يُوفّق المصلّي للقاء المعبود . يقول آية اللَّه محمّد تقي بهجت رحمه اللّه بهذا الشأن:
إنّ اُولى مراتب لقاء اللَّه [للعبد] هو أن يحصل له اُنس ورجاء في الصلاة، وإنّ أسمى مراتب لقاء اللَّه هي الحالة التي اُشير إليها في حديث «قرب النوافل» ۱
وهكذا فإنّ الصلاة معراج العارفين، ووقت الصلاة هو بالنسبة إلى المصلّين الحقيقيين وقت لقائهم باللَّه سبحانه، كما جاء في رواية عن أمير المؤمنين عليه السلام في تفسير: «قد قامت الصلاة»:
أي : حانَ وَقتُ الزّيارَةِ والمُناجاةِ وقَضاءِ الحَوائِجِ ودَركِ المُنى والوُصولِ إلى