الصلاة أكمل مظاهر ذكر اللَّه
بما أنّ ذكر اللَّه هو الحكمة من وراء كلّ العبادات، فالتركيز على الصلاة بنحو خاصّ باعتبار أن الحكمة منها ذكر اللَّه، هو إشارة إلى أنّ الصلاة تُذكّر الإنسان باللَّه أكثر من أيّ عبادة اُخرى؛ أي إنّها أكمل مظاهر ذكر اللَّه ؛ ولذلك يقول سبحانه وتعالى مخاطباً موسى عليه السلام:
«إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَ أَقِمِ الصَّلَوةَ لِذِكْرِي» .۱
الحكمة الموجزة للصّلاة
إنّ الصلاة التي تُذكّر باللَّه تعالى أكثر من أيّ عبادة اُخرى والتي تهيّئ في المقابل الأرضية لذكر اللَّه عبده، لا بدّ وأن يكون لها أهمّ دور في تكامل الإنسان وبناء المجتمع المثالي للإسلام؛ لأنّ ذكر اللَّه لعبده يتجسّد - كما سبقت الإشارة - في قالب التفضّل عليه بالنعمة والإحسان والرضوان ، ومن الواضح أنّ الإنسان الذي يحظى بمثل هذه العنايات من ربّه فإنّه يكون قد وجد طريق الهدى والتسامي والتكامل. وبناء على ذلك فإذا أردنا أن نبيّن الحكمة من الصلاة بعبارة موجزة فعلينا أن نذكر المقولة البديعة للعارف الواصل والمجاهد الكبير الإمام الخميني - رضوان اللَّه عليه - وهي:
إنّ الصلاة معمل لصناعة الإنسان .۲
ولذلك قال صادق آل محمّد صلى اللّه عليه و آله :
ما أعلَمُ شَيئاً بَعدَ المَعرِفَةِ أفضَلَ مِن هذِهِ الصَّلاةِ؛ ألا تَرى أنَّ العَبدَ الصّالِحَ عيسى ابنَ مَريَمَ عليه السلام قالَ: «وَ أَوْصَنِى بِالصَّلَوةِ وَ الزَّكَوةِ مَا دُمْتُ حَيًّا»۳ .۴