353
الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)

وما نقله عبد الرزّاق في المصنّف:
ابن جريج قال: أخبرني عمر بن حفص أنّ سعداً أوّل من قال: «الصلاة خير من النوم» في خلافة عمر... . فقال: بدعة، ثمّ تركه . و إنّ بلالاً لم يؤذّن لعمر.۱

وجاء ما يلي في جامع المسانيد المشتمل على روايات أبي حنيفة:
عن إبراهيم، قال: سألته عن التثويب، فقال: هو ممّا أحدثه الناس، و هو حسن ممّا أحدثوا . و ذكر أنّ تثويبهم كان حين يفرغ المؤذّن من أذانه: «الصلاة خير من النوم» مرّتين .۲

وعلى الرغم من وصول أخبار متعدّدة نصّت على أنّ منشأ التثويب هو أمر الخليفة الثاني أو تقريره وتأييده، إلّا أنّ حديثاً ورد عن أبي الحسن عليه السلام عزا فيه بداية التثويب إلى بني اُميّة، ونصّه كما يلي:
«الصَّلاةُ خَيرٌ مِنَ النَّومِ»، بِدعَةُ بَني اُمَيَّةَ وَ لَيسَ ذلِكَ مِن أصلِ الأذانِ، وَ لا بأسَ إذا أرادَ الرَّجُلُ أن يُنَبِّهَ النّاسَ لِلصَّلاةِ أن يُنادِيَ بِذَلِكَ، و لا تَجعَلهُ مِن أصلِ الأذانِ، فَإنّا لا نَراهُ أذانَاً.۳

ويمكن الجمع بين هذا الحديث والأخبار الحاكية عن بدء التثويب في عصر الخليفة الثاني بأنّ التأسيس لقول: «الصلاة خير من النوم» في وسط الأذان أو بعده ، تمّ في عهد خلافة عمر بنحو غير رسمي ومحدّد، ولكنّه أصبح في حكم معاوية جزءاً من أذان الصبح بنحو رسمي وشامل.

قول «حيّ على خير العمل» في الأذان والإقامة

يعتقد أتباع أهل البيت عليهم السلام استناداً إلى توجيهات قادتهم العظماء أنّ جملة «حيّ على

1.المصنّف لعبد الرزّاق : ج ۱ ص ۴۷۴ ح ۱۸۲۹.

2.جامع المسانيد : ج ۱ ص ۲۹۶ .

3.مستدرك الوسائل: ج ۴ ص ۴۴.


الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
352

جبرئيل لشيعته بهذا النحو والترتيب - بعدها أمر رسول اللَّه بلالاً أن يؤذّن بتلك الفقرات، فبقي ينادي بالأذان إلى وفاة الرسول صلى اللّه عليه و آله .۱

قول «الصلاة خير من النوم» في أذان الصبح‏

هل «التّثويب» - وهو قول: «الصلاة خير من النوم» - في أذان الصبح كان موجوداً على عهد رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ؟

ينبغي القول جواباً عن ذلك: إنّه على الرغم من أنّ عدّة روايات لأهل السنّة قد اعتبرته من تعاليم الرسول صلى اللّه عليه و آله ، وعَزَته عدّة اُخرى إلى بلال بتأييد رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله حتى غدا جزءاً من الأذان، إلّا أنّ أيّاً من تلك الروايات لاتمتلك سنداً صحيحاً، وليست مؤهّلة للاعتماد عليها في إثبات أنّ هذه العبارة جزء من الأذان في عهد الرسول صلى اللّه عليه و آله .۲

ويقف في مقابلها عدد من أحاديث أهل البيت عليهم السلام وهي صريحة بأنّ هذه الجملة اُضيفت إلى الأذان بعد الرسول صلى اللّه عليه و آله ، وتماشياً مع تلك الأحاديث اعتبرت بعض روايات أهل السنّة أنّ العبارة المذكورة وضعت بأمر الخليفة الثاني أو بتأييده، منها مانقله الدارقطني في سننه بسندين، حيث قال:
عن ابن عمر، عن عمر أنّه قال لمؤذّنه: إذا بلغت «حيّ على الفلاح» في الفجر فقل: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم .۳

و منها ما نقله مالك في الموطّأ:
إنّ المؤذّن جاء إلى عمر بن الخطّاب يُؤذنه لصلاة الصبح فوجده نائماً، فقال: الصلاة خير من النوم، فأمره عمر أن يجعلها في نداء الصبح .۴

1.راجع تهذيب الأحكام : ج ۲ ص ۶۰ ح ۲۱۰ .

2.راجع : موسوعة معارف الكتاب والسنّة : ج ۱ ص ۵۴۱ (بحث حول فصول الأذان) .

3.سنن الدارقطني : ج ۱ ص ۲۴۳.

4.الموطّا : ج ۱ ص ۷۲ ح ۸.

  • نام منبع :
    الصّلاة فی الکتاب والسّنّة (ویراست دوم)
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9364
صفحه از 523
پرینت  ارسال به