المشهور من أنّه أكبر من الإمام السجّاد عليه‏السلام، ونظراً إلى أنّ الإمام السجّاد كان يبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاماً عند وقعة عاشوراء، فإنّ من المفترض أن يتجاوز عمر عليّ الأكبر ذلك، ولذلك تبدو الروايات الدالّة على ولادته في خلافة عثمان وأنّ عمره كان يبلغ ۲۵ سنة أقرب للواقع.

۴۴.مقاتل الطالبيّين عن أبي مخنف: دَعا يَزيدُ^۱ ـ لَعَنَهُ اللّه‏ُ ـ بِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه‏السلام فَقالَ: مَا اسمُكَ؟ فَقالَ: عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ.
قالَ: أوَلَم يَقتُلِ اللّه‏ُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ؟ قالَ: قَد كانَ لي أخٌ أكبَرُ مِنّي يُسَمّى عَلِيّا فَقَتَلتُموهُ.^۲

۶ / ۲

عَلِيٌّ الأَوسَطُ زَينُ العابِدينَ عليه‏السلام

كان ثاني الأولاد الذكور للإمام الحسين عليه‏السلام، واسمه عليٌّ أيضاً^۳، ويسمّى كذلك بعليٍّ الأوسط لأنّه كان بين عليّ الأكبر وعليّ الأصغر.

وهو الإمام الرابع من الأئمّة الاثني عشر، تولّى منصب الإمامة بعد شهادة أبيه، وامتدّت الإمامة في ذرّيته.

والطبري وابن أبي الأزهر والدينوري والبلاذري والمزني والعمري وأبا الفرج وصاحب الزواجر ـ من العامة ـ وابن همام صاحب الأنوار وأبا الفضل الصابوني صاحب الفاخر ـ من الخاصّة ـ وصفوه بالأكبر.^۱

قلت: ومصعب الزبيري في نسب قريش^۲، وأبو مخنف على نقل الطبري^۳، والمسعودي^۴، بل لا خلاف في السير في ذلك.

ولم أقف على من قال به قبل المفيد، سوى عليّ بن أحمد الكوفي صاحب الاستغاثة، لكن لا عبرة بقوله؛ لكون كتابه تخليطاً، كما عرفت في محلّه.

والظاهر: إنّ الداعي للشيخين إلى القول بذلك، ورود الخبر الصحيح بوجوب كون من يستخلفه الإمام الولد الأكبر، ولذا ضلّ جمع في عبد اللّه‏ الأفطح؛ لكونه أكبر ولد الصادق عليه‏السلام، لكنّ المراد بالخبر: ما إذا لم يكن الأكبر ذا عاهة، وقد كان عبد اللّه‏ أفطحَ^۵؛ كما أنّ المراد بالاشتراط حين الموت، ولم يكن أكبر من السجّاد عليه‏السلام حين شهادة أبيه، فلم يكن غيره عليه‏السلام.

كما أنّ المراد: الأكبر من ولد الإمام عليه‏السلام.^۶

وقد اختُلف في سِنّ عليٍّ الأكبر عند شهادته في كربلاء، حتّى ذكرت بعض الروايات أنّه كان يبلغ من العمر ثمان وعشرين سنة،^۷ ولكن بناءً على الرأي