الفَصلُ الثّالِثُ
القضاء والقدر
۳ / ۱
وُجوبُ الإِيمانِ بِالقَضاءِ وَالقَدَرِ
۸۲۳.فقه الإمام الرضا عليهالسلام: قالَ العالِمُ عليهالسلام: كَتَبَ الحَسَنُ بنُ أبِي الحَسَنِ البَصرِيُّ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهالسلام يَسأَلُهُ عَنِ القَدَرِ. فَكَتَبَ إلَيهِ:
اِتَّبِع ما شَرَحتُ لَكَ فِي القَدَرِ مِمّا اُفضِيَ إلَينا أهلَالبَيتِ،فَإِنَّهُ مَنلَم يُؤمِنبِالقَدَرِ خَيرِهِ وشَرِّهِ فَقَد كَفَرَ،ومَن حَمَلَ المَعاصِيَ عَلَى اللّهِ عز و جل فَقَد فَجَرَ وَافتَرى عَلَى اللّهِ افتِراءً عَظيما.
إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى لا يُطاعُ بِإِكراهٍ، ولا يُعصى بِغَلَبَةٍ، ولا يُهمِلُ العِبادَ فِي الهَلَكَةِ، ولكِنَّهُ المالِكُ لِما مَلَّكَهُم، وَالقادِرُ لِما عَلَيهِ أقدَرَهُم ؛ فَإِنِ ائتَمَروا بِالطّاعَةِ لَم يَكُن لَهُم صادّا عَنها مُبطِئا، وإنِ ائتَمَروا بِالمَعصِيَةِ فَشاءَ أن يَمُنَّ عَلَيهِم فَيَحولَ بَينَهُم وبَينَ مَا ائتَمَروا بِهِ فَعَلَ۱، وإن لَم يَفعَل فَلَيسَ هُوَ حامِلَهُم عَلَيها۲ قَسرا، ولا كَلَّفَهُم جَبرا، [بَل۳] بِتَمكينِهِ إيّاهُم بَعدَ إعذارِهِ وإنذارِهِ لَهُم وَاحتِجاجِهِ عَلَيهِم، طَوَّقَهُم ومَكَّنَهُم وجَعَلَ لَهُمُ السَّبيلَ إلى أخذِ ما إلَيهِ دَعاهُم، وتَركِ ما عَنهُ نَهاهُم، جَعَلَهُم مُستَطيعينَ لِأَخذِ ما أمَرَهُم بِهِ مِن شَيءٍ غَيرَ آخِذيهِ، ولِتَركِ ما نَهاهُم عَنهُ مِن شَيءٍ غَيرَ تارِكيهِ.
1.. في المصدر : «فإن فعل» ، والتصويب من بحار الأنوار .
2.. في المصدر : «عليهم» ، والتصويب من بحار الأنوار .
3.. ما بين المعقوفين أثبتناه من بحار الأنوار .