بها إمامة أخيه الحسن عليهالسلام، حتّى أنّ العلاّمة الطباطبائي رضوان اللّه تعالى عليه نفى نقل حديث فقهي عنه عليهالسلام ۱. وعلى الرغم من عدم خلوّ هذا الكلام عن المبالغة إلاّ أنّ تتبّعنا يؤيّده إلى حدٍّ كبير.
أحلك العهود الّتي مرّت بأهل البيت عليهمالسلام
مثّل عهد معاوية وولده يزيد أحرج الفترات والعهود الّتي مرّ بها أهل البيت عليهمالسلام، فقد دامت إمامة الحسين عليهالسلام ما يقرب من عشرة أعوام (صفر ۵۱ ـ محرّم ۶۱)، عاصر فيها معاوية لأكثر من تسعة سنين.
لقد بذل معاوية أقصى جهده لوضع الموانع والعراقيل أمام الاُمور التي تربط الاُمّة بولديّ رسول اللّه الحسن والحسين عليهماالسلام، وذلك من أجل القضاء على الدعامة السياسية والاجتماعية لأهل البيت الّذين كانت محبوبيّتهم تتّسع في المجتمع الإسلامي يوما بعد آخر.
وهناك عامل آخر ضاعف كثيراً من عزوف الاُمّة عن العلماء الحقيقيّين وعلى رأسهم أهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآله وسلم، ألا وهو اتّخاذ سياسة المنع العامّ لتدوين الحديث، وما تبع ذلك من دخول الإسرائيليات والقصص الغريبة إلى الساحة الثقافيّة والفكريّة للاُمّة الإسلاميّة من قبل القصّاص والأحبار الحديثي العهد بالإسلام۲.
ومن الطبيعي في مثل ذلك الظرف السياسي أن يندر من يعرّض نفسه للخطر لتحمّل أو رواية حديث عن الإمام الحسين أو أخيه الإمام الحسن عليهماالسلام.
إلاّ أنّ هذا لا يعني غلق باب الانتهال من بحر علم الإمام الحسين عليهالسلام وحكمته بالمرّة، فقد نقل عنه خواصّه وأصحابه ولاسيما ولده من بعده الإمام عليّ بن