799
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

أن يعتقلوا كلّ من وجدوه في الطريق، فإمّا يقتلوه، أو يعاقبوه أشدّ العقوبة.۱

ويظهر من بعض الروايات، أنّ الشيعة كانوا قلقين تجاه ضغوط الجهاز الحاكم على الزائرين، إلاّ أنّ الأئمّة مع كلّ هذا كانوا يؤكّدون على الزيارة.

مزار الإمام عليه‏السلام في القرن الرابع الهجري

عندما دخل البويهيّون بغداد لأوّل مرّة سنة (۳۳۴ ه. ق) غيّروا أجواء العراق ـ والتي كانت مُهَيّأة للشيعة ـ، وكان من جملة مظاهر دعمهم للشيعة هو الاهتمام بالعتبات المقدّسة، وإعمار مشاهد الأئمّة في المدن المختلفة، والاهتمام بالسادة المقيمين في هذه المدن.

مزار الإمام عليه‏السلام في القرن الخامس الهجري

هجم بعض أهل البادية ـ والذين كانوا يعيشون حياة صعبة ـ على كربلاء، و أدّى ذلك إلى أن تبادر الحكومة سنة (۴۰۰ ه. ق) إلى بناء سور حول مدينة كربلاء، بدعم من الحسن بن الفضل بن سهلان الرامهرمزي وزير بهاء الدولة البويهي.۲

وفي ۱۴ ربيع الأوّل عام (۴۰۷ ه. ق) احترق مشهد الإمام الحسين عليه‏السلام لعدم مراعاة الاحتياط.۳ ومن المفترض أن يكون قد اُعيد بناؤه بسرعة، إذ ما زال البويهيّون يحكمون في بغداد وإن كانت حكومتهم ضعيفة. وخرج جلال الدولة أبو طاهر ابن بهاء الدولة بكلّ تواضع لزيارة المشاهد المشرّفة في العراق سنة (۴۳۱ ه. ق)، وترجّل عن راحلته قبل وصوله إلى المشهد الشريف بفرسخ، وتوجّه للزيارة حافيا.۴ وزار السلطان أبو الفتح ملك شاه السلجوقي مشهد سيّد الشهداء

1.. مقاتل الطالبيين : ص ۴۷۸.

2.. المنتظم : ج ۱۵ ص ۷۰ .

3.. المنتظم : ج ۱۵ ص ۱۲۰، الكامل في التاريخ : ج ۵ ص ۶۳۵.

4.. المنتظم: ج ۱۵ ص ۲۷۴ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
798

الإمام الصادق عليه‏السلام في عام (۱۴۸ ه. ق).

ويمكن أن يكون التجرّؤ والتجاسر على قبر الإمام الحسين عليه‏السلام قد بدأ منذ عهد هارون الرشيد (خلافته ۱۷۰ - ۱۹۳ ه. ق) واضطهاده للعلويّين، وقد جاءت بعض الإشارات في بعض المصادر في هذا المجال.۱ وقيل: إنّه كانت هناك شجرة سدر قرب قبره عليه‏السلام فاقتلعوها. و كان تفسير الشيعة لذلك، هو أنّ الهدف منه «تغيير موضع مصرع الحسين» ؛ كي لا يحيط الناس علماً بموضعه «حتّى لا يقف الناس على قبره».۲

مزار الإمام عليه‏السلام في القرن الثالث الهجري

حدث أكبر انتهاكٍ لحُرمة قبر الإمام الحسين عليه‏السلام في عهد المتوكّل العباسي۳، الذي قرّر أن يهدم مرقد الإمام الحسين عليه‏السلام الذي كان أهمّ رموز التشيّع.

ومع هدم المتوكّل للمرقد، وضع الحرّاس في مفارق الطرق المؤدّية إليه، وأمرهم

1.. الأمالي للطوسي : ص ۳۲۱ ح ۶۴۹.

2.. الأمالي للطوسي : ص ۳۲۵ الرقم ۶۵۱.

3.. ورد في الأمالي للشيخ الطوسي نقلاً عن إبراهيم الديزج أنّه قال: بعثني المتوكّل إلى كربلاء لتغيير قبرالحسين عليه‏السلام ، وكتب معي إلى جعفر بن محمّد بن عمّار القاضي : اُعلمك أنّي قد بعثت إبراهيم الدّيزج إلى‏كربلاء ؛ لنبش قبر الحسين ، فإذا قرأت كتابي فقف على الأمر حتّى تعرف فعل أو لم يفعل .
قال الدّيزج : فعرّفني جعفر بن محمّد بن عمّار ما كتب به إليه ، ففعلت ما أمرني به جعفر بن محمّد بن عمّار ، ثمّ أتيته ، فقال لي : ما صنعت ؟ فقلت : قد فعلت ما أمرت به ، فلم أرَ شيئا ، ولم أجد شيئا . فقال لي : أفلا عمّقته ؟ قلت : قد فعلت وما رأيت ، فكتب إلى السّلطان : إنّ إبراهيم الدّيزج قد نبش فلم يجد شيئا ، وأمرته فمخره بالماء ، وكربه بالبقر .
قال أبو عليّ العمّاري : فحدّثني إبراهيم الدّيزج ، وسألته عن صورة الأمر ، فقال لي : أتيت في خاصّة غلماني فقط ، وإنّي نبشت ، فوجدت باريةً جديدةً وعليها بدن الحسين بن عليّ عليه‏السلام ، ووجدت منه رائحة المسك ، فتركت البارية على حالتها وبدن الحسين عليه‏السلام على البارية ، وأمرت بطرح التراب عليه ، وأطلقت عليه الماء ، وأمرت بالبقر لتمخره وتحرثه ، فلم تطأه البقر ، وكانت إذا جاءت إلى الموضع رجعت عنه ، فحلفت لغلماني باللّه‏ وبالأيمان المغلّظة لئن ذكر أحدٌ هذا لأقتلنّه» الأمالي للطوسي : ص ۳۲۶ ح ۶۵۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۹۴ ح ۲ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14601
صفحه از 895
پرینت  ارسال به