أن يعتقلوا كلّ من وجدوه في الطريق، فإمّا يقتلوه، أو يعاقبوه أشدّ العقوبة.۱
ويظهر من بعض الروايات، أنّ الشيعة كانوا قلقين تجاه ضغوط الجهاز الحاكم على الزائرين، إلاّ أنّ الأئمّة مع كلّ هذا كانوا يؤكّدون على الزيارة.
مزار الإمام عليهالسلام في القرن الرابع الهجري
عندما دخل البويهيّون بغداد لأوّل مرّة سنة (۳۳۴ ه. ق) غيّروا أجواء العراق ـ والتي كانت مُهَيّأة للشيعة ـ، وكان من جملة مظاهر دعمهم للشيعة هو الاهتمام بالعتبات المقدّسة، وإعمار مشاهد الأئمّة في المدن المختلفة، والاهتمام بالسادة المقيمين في هذه المدن.
مزار الإمام عليهالسلام في القرن الخامس الهجري
هجم بعض أهل البادية ـ والذين كانوا يعيشون حياة صعبة ـ على كربلاء، و أدّى ذلك إلى أن تبادر الحكومة سنة (۴۰۰ ه. ق) إلى بناء سور حول مدينة كربلاء، بدعم من الحسن بن الفضل بن سهلان الرامهرمزي وزير بهاء الدولة البويهي.۲
وفي ۱۴ ربيع الأوّل عام (۴۰۷ ه. ق) احترق مشهد الإمام الحسين عليهالسلام لعدم مراعاة الاحتياط.۳ ومن المفترض أن يكون قد اُعيد بناؤه بسرعة، إذ ما زال البويهيّون يحكمون في بغداد وإن كانت حكومتهم ضعيفة. وخرج جلال الدولة أبو طاهر ابن بهاء الدولة بكلّ تواضع لزيارة المشاهد المشرّفة في العراق سنة (۴۳۱ ه. ق)، وترجّل عن راحلته قبل وصوله إلى المشهد الشريف بفرسخ، وتوجّه للزيارة حافيا.۴ وزار السلطان أبو الفتح ملك شاه السلجوقي مشهد سيّد الشهداء