الملاحظة الثالثة: تصرّح بعض الروايات بأنّ زيارة الإمام الرضا عليهالسلام تعادل مليون حجّة، وأنّ فضيلتها تفوق زيارة الإمام الحسين عليهالسلام.
يقول محمّد بن أبي نصر البزنطي: قرأت فيما كتبه الإمام الرضا عليهالسلام:
أبلِغ شيعَتي أنَّ زِيارَتي تَعدِلُ عِندَ اللّهِ عز و جل ألفَ حَجَّةٍ وألفَ عُمرَةٍ مُتَقبَّلَةٍ كُلّها.
فعرضتُ هذا الموضوع على الإمام الجواد عليهالسلام وسألته: كيف يمكن أن تعادل زيارته ألف حجّة؟
فأجاب الإمام الجواد عليهالسلام قائلاً:
إي وَاللّهِ! وَألفُ ألفِ حَجَّةٍ لِمَن يَزورُهُ عارِفاً بِحَقِّهِ.۱
جدير ذكره أنّ هذا الحديث هو دليل آخر على أنّ العدد المذكور فيه لايحمل المفهوم العددي.
وفي حديثٍ آخر نرى عليّ بن مهزيار يسأل الإمام الجواد عليهالسلام عن زيارة الإمام الرضا عليهالسلام وزيارة الإمام الحسين عليهالسلام، وأيّهما أكثر فضيلة ؟ فيجيب عليهالسلام قائلاً:
زِيارَةُ أبي أفضَلُ، وذاكَ أنَّ أبا عَبدِاللّهِ عليهالسلام يَزورُهُ كلُّ النّاسِ، وأبي لا يَزورُهُ إلاّ الخَواصُّ مِنَ الشّيعَةَ.۲
وهي نفس الملاحظة التي سبقت الإشارة إليها، وهي أنّ الظروف السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة لها دور في تقييم فضل زيارة كلّ واحد من أهل بيت الرسالة.
ومع الأخذ بنظر الاعتبار المواضيع المذكورة لبيان الروايات التي اعتبرت فضيلة زيارة سيّد الشهداء أكثر بمرّات من فضيلة الحجّ، فإنّ هناك ملاحظات يجب الالتفات إليها: