كلام حول حكمة التأكيد على زيارة سيد الشهداء وتكرارها
يتبيّن من خلال التأمّل في الروايات التي تؤكّد على زيارة سيّد الشهداء وتكرارها، أنّ هذا العمل لا يشتمل على فلسفة عباديّة فحسب، بل إنّه يشتمل على فلسفة سياسية عميقة أيضاً.
والرسالة السياسية لزيارة سيّد الشهداء هي في نفسها توجب إزاحة الخرافات دوما عن هذه الحركة الثقافية بهدف إعداد الأرضية للنظام الإسلامي الأصيل الذي تمّ بيانه من قبل، وبذلك، فإنّ الرسالة السياسية لزيارته عليهالسلام تفوق الرسالة العبادية لها أهمّية وبنّائية.
ومن خلال إلقاء نظرة عميقة وشاملة إلى الروايات الواردة في شأن زيارة سيّد الشهداء، والتي تعتبرها فريضة، وأفضل الأعمال، وتذكر فضائل وبركات كثيرة لها، وتعدُّ تحمّلَ المعاناة والمشقّة أمرا مطلوباً في سبيل زيارته. وكذا الروايات التي تصرّح بأنّ على الإنسان إن أمكنه زيارة الحسين عليهالسلام في كلّ يوم فليزره، فإن لم يستطع ففي كلّ جمعة، فإن لم يستطع ففي كلّ شهر، فإن لم يستطع ففي كلّ أربعة أشهر، فإن لم يستطع ففي كلّ ستّة أشهر، فإن لم يستطع ففي كلّ سنة، فإن لم يستطع ففي كلّ ثلاث سنوات، فإن لم يستطع ففي كلّ أربع سنينٍ وأخيرا فكلّما زاره أكثر كان أفضل. وكذلك الروايات الدالّة على أنّ ثواب زيارته عليهالسلام يفوق ثواب الحجّ والعمرة. وكذلك الروايات التي تحذّر من ترك زيارته وتعتبر ترك زيارته موجبا لنقصان الإيمان وقصر العمر، وعقوقاً لأهل البيت عليهمالسلام، وحرماناً من الخير الكثير.