واستناداً إلى الروايات فإنّ لزيارته عليهالسلام آثاراً وبركات غزيرة، منها: أنّ ملائكة اللّه تولي احتراماً خاصّاً لزائر الإمام الحسين عليهالسلام، وأنّه سيكون مشمولاً بدعاء أهل البيت عليهمالسلام والملائكة، وأنّ اللّه تعالى يغفر ذنوب زائر الإمام الحسين عليهالسلام، ويطيل عمره، ويزيد رزقه، ويزيل غمّه، ويدخل السرور على قلبه، ويبدّل سيّئاته حسنات، ويسعده إن كان شقيّاً، ويشفع له رسول اللّه صلىاللهعليهوآله، ويأذن له بالشفاعة للآخرين، ويُحشر مع الحسين بن عليّ عليهالسلام، ويكون مع أهل البيت عليهمالسلام في الجنّة، و بالتالي فإنّ فضائل زيارة الإمام الحسين عليهالسلام وبركاتها لا تعدّ ولا تحصى.
وتبلغ بركات زيارته حدّاً بحيث إنّ زوّاره لاينحصرون في أهل الأرض، بل إنّ أهل السماء والملائكة المقرّبين وأرواح الأنبياء والصدّيقين يتوجّهون لزيارته باستمرار لينالوا من بركاتها.
ولذلك فقد وصف أتباع أهل البيت عليهمالسلام بأنّهم ينهلون من البركات الغزيرة لزيارته عليهالسلام حتّى في أحلك الظروف وأصعبها.
الحكمة في هذه الفضيلة والبركة العظيمة
البحث المهّم هنا هو: ما الحكمة في ذكر كلّ تلك الفضائل والبركات لزيارة سيّد الشهداء ؟ ولماذا لم تَحظَ زيارة سائر أهل البيت عليهمالسلام بهذا المستوى من التوصية والتأكيد حتّى زيارة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين عليهالسلام مع شرافتهما عليه؟
أشرنا فيما سبق إلى أنّ المعيار في الحثّ على الزيارة في روايات أهل البيت عليهمالسلام هو مدى تأثيرها في البناء الفردي والاجتماعي، وعلى هذا الأساس فإنّ علينا أن نبحث عن حكمة كلّ تلك الفضيلة والبركة التي ذُكرت لزيارة الإمام الحسين عليهالسلام في دورها في بناء المجتمع التوحيدي.
وممّا يجدر ذكره أنّ الحكمة من بيان الفضائل والبركات لزيارته عليهالسلام، هي أنّ زيارة الإمام الحسين عليهالسلام إذا كانت مقرونة بالآداب التي سنُشير إليها، هي نظير إقامة